كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)

باب الحرف الذي يضارع به حرف من موضعه
مدخل
...
هَذا بابُ: الحرفِ الذي يُضارعُ بهِ حرفٌ من موضعهِ:
والحرف الذي يُضارعُ بهِ ذلكَ الحرفُ وليس مِنْ موضعهِ فأَمَّا الذي يُضارعُ بهِ الحرفُ الذي مِنْ مخرجهِ فالصادُ الساكنةُ إذا كانَ بعدَها الدالُ نحو: مَصْدَرٍ وأَصدَر والتقديرُ فما لم يمكن أَنْ يُعَلَّ ضارعوا1 بها أَشبهَ الحروفِ بالدالِ مِنْ مَوضعهِ وهيَ الزايُ.
قالَ سيبويه2: وسمعْنا الفصحاءَ يجعلونَها زايًا خالصةً وذلكَ قولُكَ في التَّصدير: التَّزديرُ وفي الفَصدِ: الفَزْدُ وفي أَصدرتُ: أَزدرتُ ولم يجسروا علَى إبدالِ الدالِ3 لأَنَّها ليستْ بزائدةٍ كالتاءِ في "افتعلَ" فإنْ تحركتِ الصادُ لم تُبْدل لأَنَّهُ قَدْ وقعَ بينَهما شيءٌ ولكنَّهم قَدْ يضارعونَ بهَا نحو صَادِ4 "صدَقتُ" والبَيانُ أَحْسَنُ فرُبّما ضارعوا بها5 وهيَ بعيدةٌ [نحو: مَصادر6] والصِّرَاط لأَنَّ الطَاء كالدال والمضارعةُ هُنَا وإنْ بعدتْ كما قالوا: صَوِيقٌ ومَصَاليق فأَبدلوا السينَ صَاداً8. والبيانُ هُنا أَحسنُ.
__________
1 يقصد أنهم ضارعوا بالصاد أشبه الحروف بالدال من موضعه وهي الزاي لأنها م جهورة غير مطبقة، ولم يبدلوها زايا خ الصة كراهية الإجحاف بها للإطباق: انظر: الكتاب 2/ 426.
2 لم يحدد سيبويه هؤلاء الفصحاء في كتابه 2/ 426، وزعم شارح الشافية 3/ 232 أن حاتما الطائي قال في قصة هكذا: فزدي، أنه بدلا من "فصدي"وقال السيوطي في المزهر 1/ 467 نقلا عن ابن السشكيت أن خلفا سمع أعرابيا يقول: لم يحرم من فزد له يريد: من فصد له.
3 أي: إبدال الدال صادا.
4 في "ب" دال.
5 أضافت كلمة "بها" لإيضاح المعنى.
6 أضفت نحو مصادر وهذه الزيا دة من سيبويه 2/ 426.
7 أي: الدال.
8 انظر: الكتاب 2/ 426-427.

الصفحة 429