كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)

فإنَّما1 أرادَ للضرورة إنسانًا ذا غربةٍ فهذَا نظيرُ ذلكَ وهذَا الذي ذكرَ أبو العباس كمَا قالَ: إنَّهُ القياسُ أَنْ يُردَّ للضرورةِ الشيءُ إلى أَصلِه ولكنْ لو صحتِ الرواية في تَركِ صرفِ ما ينصرفُ في الشعر لما كانَ حذفُ2 التنوينِ بأَبعدَ من حذفِ الواوِ في قوله: فَبنَياهُ يَشْرِي رَحلَهُ3.. لأَنَّ التنوينَ زَائدٌ ولأَنَّه قد يحذفُ في الوقفِ والواوُ في "هُوَ" غيرُ زائدةٍ فلا يجوزُ حذفُها في الوقفِ كلاهُما رَديءٌ حذفُهما في القياسِ.
قالَ أَبو العباس: فأَمَّا قَولُ ابن الرقياتِ:
"ومَصْعَبُ حينَ جَدَّ ... الأمرُ أَكثرُها وأَطَيبُها4
فزعَم الأصمعي: أَنَّ ابنَ الرقياتِ ليس بحجةٍ وأنَّ الحضريةَ أَفسدتْ عَلَيْه لغتَهُ قالَ: ومَنْ روى هذَا الشعرَ مِمَّنْ يفهمُ الإِعرابَ ويتبعُ الصوابَ ينشدُ:
__________
1 في "ب" أرادت.
2 في "ب" ترك.
3 يشير إلى قول الشاعر:
فبيناه يشري رحله قال قائل ... لمن جمل رخو الملاط نجيب.
على أن الشاعر استعمل "بنياه" بمعنى: بينا هو شار رحله، ويشري هنا بمعنى ببيع، واختلف في نسبة هذا البيت، فالمشهور أنه للمخلب- بضم الميم وفتح الخاء وشديد اللام. وقيل للعجير السلولي، وروي كذلك:
لمن جمل رخو الملاط ذلول
والملاط: مقدم السنام. وقيل: جانبه، وهما ملاطان، وقيل: هما العضدان وقيل الإبطان، وقوله: رخو" إشارة إلى عظمة واتساعه.
وانظر: الخصائص 1/ 69. والضرائر/ 77. والإيضاح لأبي على/ 75. والموشح 146. والإنصاف/ 267. وإيضاح الشواهد الإيضاح/ 79.
4 قيل إن الرواية الصحيحة في هذا هي: وأنتم حين جد الأم..
وانظر: شرح السيرافي 1/ 204، والإنصاف/ 264، وابن يعيش 1/ 68 والخزانة 1/ 72.

الصفحة 439