وقال جرير:
فَيِومًا يُجَازينَ الهَوى غَيْرَ مَاضِيٍ ... ويَومًا ترَى مِنْهنَّ غُوْلًا تَغَوَّلُ1
فهذِه الياءُ حكمُها على هَذا الشَرطِ أَن تفتحَ في موضعِ الجَرِّ إِذَا وقعتْ في اسم لا يَنصرفُ كما ترفعُ في موضِع الرفعِ فإِنْ اضطرَّ شَاعِرٌ إلى صَرفِ ما لا ينصرفُ حرّكها في موضعِ الجَر بالكسرِ ونَوَّنَها كما يَفعلُ في غيرِ المعتلِّ فأَجراها في جميعِ الأشياءِ مَجرى غير المعتلِّ وكذلكَ حكمُها في الأَفعالِ أَنْ ترفعَ في الياءِ والواوِ فتقولُ: زيدٌ يرميُكَ ويغزُوكَ كَما قالَ:
أَلَمْ يَأْتِيْكَ والأَنباءُ تَنمِي ... بَمَا لاقَتْ لَبُونُ بني زِيَادِ2
__________
1 من شواهد الكتاب 2/ 59 على تحريك الياء من "ماضي" ويروي: غي ما صبا أي: يوافيني الهوى منهن ولا أصبوا ولا آتي ما لا يحل.
وكذلك: يروي يوافيني الهوي.. بدلا من "يجازين".
والغول: يقال: غالته غول، ذا نابته نائبة تذهب به وتهلكه.
وانظر: الخصائص 3/ 159، والمقتضب 1/ 144 والمنصف 2/ 80، وأمالي ابن الشجري 1/ 86 والمقرب لابن عصفور/ 173 والحجة لأبي على 1/ 244. والنوادر لأبي زيد/ 203 وابن يعيش 10/ 101 وشرح السيرافي 1/ 209 واللسان "مضى" وارتشاف الضرب/ 383 والديوان/ 457.
2 من شواهد سيبويه 2/ 59 على إسكان الياء في يأتيك في حال الجزم حملا لها على الصحيح، وهي لغة بعض العرب، يجرون المعتل مجري السالم في جميع أحواله فاستعملها ضرورة.
وتنمي: تبلغ، واللبون، جماعة الإبل ذلت اللبن، والشاهد من أبيات لقيس بن زهير العبسي في إبل للربيع بن زياد استقاها وباعها بمكة، وذلك أن الربيع كان قد أخذ منه درعا ولم يردها عليه.
وانظر: المحتسب 1/ 67 والمنصف 2/ 81، وسر صناعة الإعراب 1/ 88. والأغاني 16/ 28 وشرح السيرافي 1/ 209. وأمالي ابن الشجري 1/ 84. والحجة لأبي على 1/ 244. والخصائص 1/ 333. والجمل للزجاجي/ 257، ومعاني القرآن 2/ 188.