هَذا جَزَمهُ مِنْ قولِه: "هُوَ يَأَتيُكَ" وأَمَّا الأَسماءُ فقولُه:
قَدْ عَجِبَتْ مِني ومِنْ يُعَيْلِيَا ... لمَّا رأَتنْي خَلَقًَا مُقْلَوْلِياَ1
ففتحَ "يُعيلى" لأَنَّهُ لا ينصرفُ ولم يلحقهُ التنوينَ لأَنَّهُ جعلَهُ بمنزلةِ غيرِ المعتلِّ ومثلُ ذلكَ قولُه:
"أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ فَاخِرَاتٍ ... بِهنَّ ملُوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ2
فَهذَا لو أسكنَ فَقالَ: مَعَارٍ فَاخراتٍ لَمْ ينكسرِ الشعرُ ولكنْ فَرَّ مِنَ الزحافِ ومثلُ ذلكَ:
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 59 على إجراء "يعيل" على الأصل ضرورة، وهو تصغير "يعلي" اسم رجل، ويمنع "يعلي" من الصرف كبرا ومصغرا للعلمية ووزن الفعل، كان القياس أن يقول "يعيل" بالتنوين كما في جوار وغواش.
والمقلولي: الذي يتململ على الفراش حزنا.
وهذا الرجز غير منسوب في الكتاب ولم ينسبه احد لقائل معين، ونسبة الأستاذ النجار إلى الفرزدق في حاشية الخصائص، ولم يوجد في ديوان الفرزدق المطبوع.
وانظر: المقتضب 1/ 142. والخصائص 1/ 6 والتصريف 2/ 78 وشرح السيرافي 4/ 136.
2 من شواهد الكتاب 2/ 58 على إجراء "معاري" في حال الجر مجري السالم، وكان الوجه "معار" كجوار، ونحوها من الجمع المنقوص، فاضطر إلى الإتمام والإجراء على الأصل كراهة للزحاف.
والمعاري: جمع معري، وهو هَهُنَا الفراش، كأنه من عروته أعروة، إذا اتيته وترددت عليه، والملوب: الذي أجري عليه الملاب وهو ضرب من الطيب شبهه في حمرته بدم العباط، وهي التي نحرت لغير علة واحدها عبيط.
والبيت للمنخل، مالك بن عويمر من شعراء هذيل.
وانظر: التصريف2/ 67 والخصائص 1/ 334 وشرح السيرافي 4/ 135، 1/ 211 وديوان الهزليين/ 2/ 20، والحماسة 2/ 993 واللسان "عبط" وجمهرة أشعار العرب/ 119.