الأَنصافِ بأَلفِ الوصلِ لأّنَّ التقديرَ الوقفُ علَى الأنصافِ التي هيَ الصدور ثُمَّ تستأنفُ ما بعدَها فَمِنْ ذلكَ قولُ لَبيدٍ:
ولاَ يبادرُ في الشِّتَاءِ ولِيدُنا ... أَلقْدَرَ يُنزلُها بِغَيْرِ جِعَالِ 1
وقالَ:
أَو مُذْهَبٌ جُدَدٌ علَى أَلْوَاحِهِ ... أَلنَّاطِقُ المَزْبُورُ والمَخْتُومُ2
وقالَ:
لا نَسَبَ اليومَ وَلاَ خُلَّةً ... إتَّسَعَ الخَرْقُ علَى الراقِعِ3
ويقبحُ أَنْ يُقَطعَ أَلفُ الوصلِ في حشوِ البيتِ ورُبّما جَاء في الشعرِ وهوَ رَديءٌ.
__________
1 من شواهد سيبويه 2/ 274 على قطع الوصل من قوله "القدر" ضرورة، وسوغ ذلك أن الشطر الأول من البيت يوقف عليه، ثم يبتا ما بعه فقطع على هذه النية، وهذا من أقرب الضرورات.
والجعال: خرقة تنزل بها القدر، وأجعل القدر: أنزلها بالجعال.
وانظر: الكامل للمبرد/ 475 وروي البيت: وليدها بدلا من وليدنا وشرح السيرافي 5/ 383، 1/ 212 والتمام في تفسير أشعار هذيل/ 44، وشرح المفصل 9/ 138 واللسان "جعل" والدرر اللوامع 2/ 237 والرواية: ولا يبادر بالعشاء وليدنا.
2 من شواهد سيبويه 2/ 274، على قطع ألف الوصل في "الناطق" وجدد: جمع جدة وهي الطريقة، والخط كأنه يريد أسطار الكتابة. ويريد بالناطق الخط الواضح. ووصفه بالمزبور، أي: المظهر المنشور. والمختوم: غير الواضح والغامض شبه المعروف من الديار- وهو ما بقي من آثارها ودل عليها- بالوشم وباللوح الذي فيه كتابة بعضها واضح، وبعضها خفي.
والشاهد للبيد بين ابي ربيعة.
وانظر: شرح السيرافي 5/ 387 والخصائص 1/ 193 ومعاني الفراء 2/ 87 والتمام في تفسير أشعار هذيل/ 56 ومقاييس هذيل/ 56 ومقاييس اللغة 1/ 218 واللسان "برز" والديوان/ 91.
3 من شواهد الكتاب 1/ 349 على إثبات الهمزة في "اتسع" في حال الوصل ضرورة وهو أسهل، لأنه في اول النصف الثاني، فالعرب تسكت على انصاف البيوت وتبتدأ با لنصف الثاني فكأن الهمزة وقعت أولا.
والشاهد لأنس بن العباس السلمي.
وانظر: المنصف 1/ 470 وأمالي القالي 3/ 73 وشرح السيرافي 1/ 213، وروايته: اتسع الخرق على الراتق. والمقرب لابن عصفور/ 176 والمؤتلف وا لمختلف/ 127 ومجمع الأمثال 1/ 160. وابن يعيش 9/ 138 والكامل 475.