كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)
وقَدْ ذكَرنا في القوافي ما يجوزُ تحريكُ الساكنِ [فيه] 1 للقافيةِ فَما يجوزُ في الشعرِ ولا يكونُ2 في غيرهِ [فمنه] 3 أَنْ يكونَ الاسم على ثلاثةِ أَحرفٍ مسكنِ الأَوسطِ فتحركهُ بالحركةِ التي للحرفِ الأَولِ وذلكَ أَنْ يكونَ علَى "فِعْلٍ" أَو"فَعْلٍ" أو"فُعْلٍ" فتحركُ للضرورة
قالَ زهير:
ثُمَّ اسْتَمرُّوا وقالوا: إنَّ مشرَبكم ... مَاءٌ بشَرقيّ سَلْمَى فَيْدُ أو رَكَكُ 4
وإنّما اسمُ الموضعِ "رَكَّ" ومثلُ ذلك قول رؤبة:
هاجَكَ مِنْ أرْوَى كمنهاضِ الفَكَكْ5
وإنّما هو"الفَكُّ" يقالُ: فَكَّهُ يفكهُ فكًّا وقالَ آخَرُ:
"يَلْعَجُ الجِلَدَا6..
يريد الجِلْدَ فحركَ اللامَ لإِتباعِ ما قبلَها وقَد فَعَل رؤبةُ ما هو أَشدٌّ مِنْ هَذا قالَ:
__________
1 زيادة من "ب".
2 في "ب" ولا يجوز.
3 زيادة من "ب".
4 مر تفسر هذا/ 407 من هذا الجزء.
5 مر تفسر هذا/ 406 من هذا الجزء.
6 الشا هد فيه تحريك اللام لاتباع ما قبله، وا لبيت بتمامه:
ذا تأوب نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا
وهو لعبد مناف بن ربع الهذلي.
وروى: إذا تجرد.. وكذلك يروي: إذا تجاوب.
نوح: أي: نساء ينحن قياما، والنوح: النساء القيام، وقوله: يلعج: يخرق الجلد ويقال: وجدت لاعج الحزن، أي: حرقته، ووجدت في جلدي لعجا، أي: حرقة، والسبت: الجلد المدبوغ يتخذ منه النعال.
وانظر: المنصف 2/ 308 والنوادر/ 30 والجمهرة 2/ 103 وشرح السيرافي 508 والتهذيب 1/ 276 والخزانة 3/ 174 والكامل/ 742 والاقتضاب للبطليوسي/ 273 والخصائص 4/ 333.
الصفحة 449