إلا متحركًا لأَنَّهُ لا يلتقي ساكنانِ قلَّما اضطرَ إِليه في الوصلِ1 أَجراهُ على حالهِ في الوقفِ وكذلكَ فُعلَ بهِ في القوافي المجرورةِ والمرفوعةِ في الوصلِ فَمِنْ ذلكَ قولُه:
إنْ تَنْجَلِي يَا جُمْلُ أَو تَعْتَلِّي ... أَو تُصْبِحي في الظّاعِنِ المُولَى
ثُمَّ قالَ:
ببَازلٍ وِجْنَاءَ أَو عَيْهَلّ
فثَّقل وقَالَ:
كأنَّ مَهواهَا على الكَلْكَلِّ ... مَوضعُ كَفَّيِّ رَاهبٍ يُصَلّي2
وقالَ في النصبِ:
__________
1 في الاصل "النصب" والتصحيح من "ب".
2 من شواهد الكتاب 2/ 282، على تشديد لام "عيهل" في الوصل ضرورة وإنما يشدد في الوقف ليعلم أنه قد ترك في الوقف.
وهذه الأبيات الخمسة من سبعة أبيات رواها أبو زيد في نوادره، ونسبت إلى منظور بن مرثد الأسدي، وأمه حبة ولذا ينسب إليها أيضا. وبعد هذه الأبيات:
نسل وجد الهائم المغتل ... إن صح عن داعي الهوى المصل
وفي رواية الخامس منها خلاف، فقد روي: موقع كفي ... بد لا من "موضع"، والبازل: من الإبل الذي أتم السنة الثامنة وطعن في التاسعة وطلع نابه، سواء أكان ذكرا أم أنثى، والوجناء: النا قة التامة الخلق، غليظة لحم الونة لصلبة شديدة، والعيهل: الطويلة: السريعة، وقوله: كأن مهواها على الكلكل، المراد به: بروكها على صدرها، والمغتل: من به غلة وهي حرارة العطش، والمراد هنا: حرارة الشوق.
وانظر: الخصائص 2/ 359 والنوادر/ 53 وأراجيز العرب/ 158 والمنصف 1/ 11 والمحتسب 1/ 102 وسر صناعة الإعراب 1/ 187 وشرح شواهد الإيضاح لابن بري/ 37 والحجة لأبي على 1/ 112، 14/ 117، وشرح السيرافي 5/ 420 وأمالي ابن الشجري 2/ 26.