يريدُ: عِكْرمةَ وقَالَ:
إنَّ ابنَ حَارثَ إنْ أشتَقْ لرُؤيتهِ ... أَو أَمتَدِحْهُ فإنَّ الناسَ قَد عَلِمُوا1
يريدُ: ابنَ حَارثةَ وهذَا كثيرٌ. وقالَ في قولِه:
"قَواطِنًَا مَكَّةَ مِنْ وُرْقِ الحَمِي2......
__________
1 من شواهد الكتاب 1/ 343 "على ترخيم حارثة" على لغة من نوي رد المحذوف فقد رخم الشاعر "حارثة"وتركه على لفظه مفتوحا كما كان قبل الترخيم، وهذا يقوي مذهب سيبويه وابن السراج في حمله على هي الترخيم في غير النداء ضرورة، كما كان في النداء جاريا عليها، لأن الحارثة هنا اسم رجل، فإذا رخم وأعرب لم يكن له مانع من الصرف لأنه ليس بقبيلة ولا اسم لمؤنث. وهو حارثة بن بد الشيباني الغداني سيد غدانة بن يربوع بن حنظلة من تميم. وامتدحه: مدحا إذا اثني عليه ثناء حسنا. والاسم: المدحة والمدح، والمعنى أن ابن حارثة ن اشتق إليه أو أمدحه فلا غرابة فإ الناس قد علموا ما لي من محبته وإني محب له هائم. ويجوز أن يكون: علموا: عرفوا. والبيت لابن حبناء التميمي.
وانظر: شرح السيرافي 3/ 65 والمقرب لابن عصفور/ 177. وشوا هد الألفية للعاملي/ 362. والإنصاف/ 191. والعيني 4/ 283، وارتشاف الضرب/ 386 والأمالي لابن الشجري 1/ 126.
2 من شواهد سيوبه 1/ 8 "على حذف الميم من الحمام" وقلب الألف ياء وهذا الحذف شاذ، لا يجوز أن يقال: المحي، تريد: الحمار، فإما الحمام هنا فإنما حذف منها الألف فبقيت الحمم، فاجتمع حرفان من جنس واحد فلزمه التضعيف فأبدل من الميم ياء كما تقول في: تظننت: تظنيت، وذلك لثقل التضعيف، والميم تزيد في الثقل على حروف كثيرة.
3 وهذا الرجز للعجاج وقبله:
ورب هذا البلد المحرم ... والقاطنات البيت غير الريم
قواطنا مكة من ورق الحمي
وصف حمام مكة القاطنة بها لأنها فيها، واحدة القواطن، قاطنة، وهي الساكنة المقيمة، وصرفها ضرورة، ولورق جمع: ورقاء، وهي التي على لون الرماد تضرب إلى الخضرة، ويروي الرجز:
أو ألفا مكة من ورق الحمى.
وانظر: المقاييس لابن فارس 1/ 131. وشرح السيرافي 1/ 441. والعيني 4/ 285. والمحتسب 1/ 78. والإنصاف/ 270 واللسان 15/ 48 والهمع 1/ 181. والدرر اللوامع 1/ 157 والديوان/ 59.