كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)
إنهُ حذفَ الميمَ التي هيَ لامُ الفعلِ وقلبَ ألفَ الحمامِ ياءً وأَحَسنُ مَا قِيلَ فيهَ إنَّ الشاعرَ لمَّا اضطرَّ حذفَ الأَلفَ مِنَ الحمامِ لأَنَّها مَدةٌ كمَا تحذفُها مِنْ سَائرِ المدودِ فصارَ الحَمِمُ فلزمهُ التضعيفُ فأَبدلَ مِنْ إحدى الميمينِ ياءً كمَا فَعلوُا في "تَظَنيْتُ".
الرابعُ منهُ أَن تحذفَ مِنَ المكني 1 في الوَصلِ:
كَمَا كنتَ تحذفُه [في الوقفِ] 2 إلا أَنهُ تبقى الحركةُ دَالةً على المحذوفِ فَمِنْ ذلكَ قولُه:
فإِنْ يَكُ غَثًَّا أَوْ سَمينًا فإنني ... سأَجْعَلُ عِينيهِ لِنَفْسِهِ مَقْنَعَا3
وقالَ:
__________
1 يعين بالمكني الضمير.
2 زيادة من "ب".
3 من شواهد سيبويه 1/ 10 و1/ 297 على حذف الياء من "نفسهي" ضرورة في الوصل تشبيها بها في الوقف، إذ قال لنفسه. يقول: أنه يقدم لضيفه ما عنده من القرى، ويحكمه فيه ليختار منه أفضل ما تقع عليه عيناه فيقتنع بذلك. والشاهد: لمالك بن خزيم الهمداني، وقيل: هو مالك بن حريم با لحاء المهملة.
وانظر: المقتضب1/ 38 والكامل/ 250 وشرح السيرافي 1/ 226 والأصمعيات/ 56 والسمط/ 749 والاقتضاب للبطليوسي/ 435 والوحشيات/ 259 والإنصاف/ 517. والخزانة 1/ 288.
الصفحة 459