"ومَا لَهُ مِنْ مَجدٍ تَليدٍ وَلاَ لَهُ ... مِنَ الريحِ فَضْلٌ لاَ الجُنوبِ ولا الصّبَا1
فالواوُ والياءُ في هذا زوائدُ في الوصلِ فحذفها لمّا احتاجَ وأَبعدُ من هذَا قولهُ2:
فبيناهُ يَشْري رَحلَهُ قالَ قَائلٌ ... لِمَنْ جَمَلٌ رَخو الملاطِ نَجيبُ
فإنَّ هذَا حذفَ الواوَ مِنْ هُوَ والمنفصلُ كالظاهرِ تقفُ علَى الواوِ ولا يجوزُ حذفُها فيبقى الاسم علَى حرفٍ وَهوَ اسمٌ يجوزُ الابتداء بهِ ولا كلامَ قَبلَهُ ومثلهُ3:
__________
1 من شواهد الكتاب 1/ 12 على حذف الواو من الضمير في "وماله من مجد" للضرورة ورفع الجنوب والصبا على البدل من" فضل" ويجوز حرهما على البدل من الريح، وهو ما فعله ابن السراج هنا. والشاهد للأعشى في هجاء رجل لئيم الحسب والأصل لم يرث مجدا ولم يكسب خيرا. وضرب له المثل بقلة خيره بنفي حظه من الريحين. الجنوب والصبا. وانظر: المقتضب 1/ 38. وشرح السيرافي 1/ 295 والخصائص 1/ 371. والإنصاف/ 269. والديوان/ 114.
2 أي: العجير السلولي. وقد مر تفسير هذا
3 من شو اهد سيبويه 1/ 9 على حذف الياء ضرورة من "هي" إذ أن أصله إذا هي من هواكا.
ولهذا الوجه أورده ابن السراج، وصف الشاعر دارا خلت من سعدي هذه المرأة وبعد عهدها بها، فتغيرت بعدها، وذكر أنه كانت لها دارا ومستقرا إذا كانت مقيمة بها، فكان يهوا ها بإقامتها بهان وهذا البيت من أبيات سيوبيه الخمسين التي لا يعرف قائلها، ولا يعرف لها ضميمة. وقال البغدادي: رأيت في حا شية اللباب أن ما قبله:
هل تعرف الدار على تبراكا
وتبراكا- بكسر التاء، موضع في ديار بني فقعس.
وانظر: الخصائص 1/ 89 والضرائر 78. والإيضاح لابي على/ 75 والموشح للمرزباني/ 147 والحجة 1/ 100. وأمالي ابن الشجري 2/ 208 والإنصاف/ 680 والخزانة 2/ 227. وشاهد الشافية/ 290 واللسان "ها" وارتشاف الضرب/ 123.