كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)

وإنَّ كِلابًا هذهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ ... وأَنتَ بَرِيءٌ مِنْ قبائِلها العَشْرِ
فقالَ: عَشْرُ أَبطنٍ يريدُ: قَبَائلُ وأَبانَ في عجزِ البيتِ ما أرادَ فأَمَّا في النعوتِ فإنَّ ذلك جَيدٌ بَالغٌ تقولُ: عندي ثلاثةُ نَسَّاباتٍ وعَلاّماتٍ لأنَّكَ إِنَّما أَردتَ1: عندي ثلاثةُ رجالٍ ثُمَ جئتَ2 بنَسَّاباتٍ نعتًا لهم فهذَا الكلامُ الصحيحُ وقد قرأتِ القراءُ: {مَنْ جَاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا} 3 لأَنَّ العددَ وَقعَ على حَسَناتٍ أَمثالَها.
قالَ محمد بن يزيد: ومن الشيءِ الذي في الشعرِ فيكونُ جميلًا ومجازهُ مجازُ الضروراتِ عندَ النحويينَ وليس عندَه كذلكَ قولُهم في الكلامِ: ذهبتْ بعضُ أَصابعهِ لأَنَّ بعضَ الأصابعِ إصْبعٌ فحملهُ على المعنى4 قالَ جريرُ:
لَمَّا أَتىَ خَبَرُ الزُّبَيْرِ تَوَاضَعَتْ ... سَورُ المَدِينةِ والجبالُ الخَشَّعَ5
__________
1 في "ب" تريد.
2 جئت: ساقطة في "ب".
3 الأنعام: 160، وانظر: شرح الكافية 2/ 139 والكتاب 2/ 175. والمقتضب 2/ 149.
4 انظر: الكامل للمبرد/ 312 ومن كلام العرب: ذهبت بعض اصابعه لأن بعض الأصابع إصبع.
5 من شواهد الكتاب 1/ 25 على اكتساب المضاف التأنيث من المضاف إليه وصف الجبال بالخشية باعتبار ما آلت إليه. والسور: كل ما علا، وبها سمي سور المدينة سورا، وعلي هذا لا شاهد في البيت والبيت من قصيدة لجرير في هجاء الفرزدق.
والمعنى: لما وافي خبر قتل الزبير إلى مدينة الرسول "صلى الله عليه وسلم" تواضعت هي وجبالها حزنا له وهذ مثل. ورواية الديوان: تهدمت بدلا من تواضعت.
وانظر: المقتضب 4/ 198. ومعاني الفراء 2/ 37. والصاحبي/ 224 والخصائص2/ 418. والكامل/ 312 والنقائض/ 969 والمذكر والمؤنث لابن الأنباري/ 317، ومجا ز القرآن 1/ 197 واللسان "سور" ومقاييس اللغة 2/ 183. وشرح السيرافي 1/ 321 والجمهرة لابن دريد/ 338-339 والاضداد لابن الأنباري 296 والديوان/ 345.

الصفحة 477