كتاب الأصول في النحو (اسم الجزء: 3)

لأَنَّ السورَ من المدينة وقَالَ أَيضًا:
رأتْ مَرَّ السِّنينَ أَخّذْنَ مِنّي ... كما أَخذَ السِّرارُ مِنَ الهِلاَلِ1
فَقالَ: أَخذنَ فردهُ إلى السنينِ ولم يردهُ إلى مرِّ لأَنَّهُ لا معنَى للسنين إلا مَرها ومثلُه قولُ الأعشى:
وتَشرقُ بالقولِ الذي قَدْ أَذْعْتَهُ ... كَما شَرَقتْ صَدْرُ القَنَاةِ مِنَ الدَّمِ2
لأَنَّ صدَر القناةِ من القناةِ.
قالَ محمد بن يزيد: يردُّ عَلَى مَن ادّعى أَنَّ هذَا مجراهُ3 مجرى الضرورةِ القرآن أفصحُ4 اللغاتِ وسيدُها وما لا تعلقُ بهِ ضَرورةٌ ولا
__________
1 استشهد به على اكتساب المضاف التأنيث من المضاف إليه. وفيه اكتسابه الجمعية، فإن مر مفرد والسنين جمع، فاكتسب مر الجمعية من السنين وكذلك قال: أخذن مني، وإلا لقال: أخذ، وفيه شاهد آخر على أن بعض بني تميم وبني عامر يلزم الياء ويجعل الإعراب على النون وعليه فنون السنين في البيت مكسورة. والبيت الجرير في هجاء الفرزدق.
وانظر: المقتضب 4/ 200 ومعاني القرآن 2/ 37. والصابي/ 213 والكامل 312 والتهذيب 1/ 135 واللسان "خضع" والديوان/ 426.
2 من شواهد سيبويه 1/ 25 على اكتساب المضاف إلى التانيث. فقد أنث الصدر وهو مذكر، لأنه مضاف إلى مؤنث هو منه، والخبر عنه كالخبر عما أضيف إليه، لأن المعنى في شرقت القناة وشرق صدر القناة واحد.
وشرق: غصن وأذعته: أفشيته. والقناة: الرمح.
يخاطب الشاعر: عمير بن عبد الله وكانت بينهما مهاجاة، فيقول له: يعود عليك مكروه ما أذعت عني من القول ونسبته إلى من القبيح فلا تجد منه مخلصا.
وانظر: المقتضب 4/ 197 والكامل/ 312. والخصائص 2/ 417. والمذكر والمؤنث لابن الأنباري/ 316 وشرح الحماسة 2/ 370 وشعراء النصرانية/ 377، وشرح السيرافي 1/ 321 والجمهرة 2/ 339.
3 في "ب" أن يجري هذا مجرى.
4 أفصح: ساقط من "ب".

الصفحة 478