2238- قال: وثنا إبراهيم الحربي، ثنا عبيد الله بن عمر حدثنا يحيى بن سعيد، ثنا عثمان بن غياث، حدثنا رجل في حلقة أبي عثمان، حدثنا سعد مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنهم أمروا بصيام فجاء رجل في بعض النهار فقال:
((يا رسول الله إن فلانة وفلانة قد جهدهما العطش، فأعرض عنه. ثم سأله فقال في الثانية أو الثالثة: ادعهما. فدعا بعسٍّ أو قدح فقال لإحديهما: قيئي فقاءت لحماً [أو دماً وصديداً] ولحماً عبيطاً وقيحاً دماً. ثم قال للأخرى: قيئي فقاءت مثل ذلك. فقال: إن هاتين صامتا عما أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حرَّم الله عليهما أتت إحداهما الأخرى فلم تزالا تأكلان لحوم الناس حتى امتلأت أجوافهما!)) .
2239- قال: أنبأ إبراهيم الحربي، ثنا بشر بن آدم ابن بنت أزهر، حدثني جدي، حدثني عمار بن علثم المحاربي، عن أمه، عن أم سعيد بنت أسود المحاربي، عن أمها أنها أخبرتها:
((أنها دخلت على أم سلمة فسألتها عن الغيبة.. فأخبرتها أم سلمة أنها أصبحت يوم الجمعة وغدا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة فأتتها جارة لها من نساء النبي صلى الله عليه وسلم فاغتابتا وضحكتا برجال ونساء فلم تبرحا على حديثهما -[138]- من الغيبة حتى أقبل النبي صلى الله عليه وسلم منصرفاً من الصلاة فلما سمعتا صوته سكتتا حتى قام بفناء البيت فألقى طرف ثوبه على أنفه ثم قال: أفٍ أفٍ.. .. اخرجا فاستقيئا ثم تطهرا بالماء.
ففعلت أم سلمة الذي أمرها به من الاستقاء فقاءت لحماً كثيراً قد أصل، فلما رأت كثرة اللحم تذكرت أحدث لحم أكلته فوجدته في أول جمعتين قد مضيا أهدي لرسول الله صلى الله عليه وسلم على عظمٍ فنهشت منه بضعة فسألها عما قاءت، فقال: ذاك لحم ظلت تأكلينه، فلا تعودي أنت ولا صاحبتك فيما كنتما فيه من الغيبة. وأخبرتها صاحبتها أنها قاءت مثل الذي قاءت من اللحم)) .
[العس] : القدح الكبير. و [اللحم الغاب] : ما قد بات ليلة، و [لحم غريض] أي: طريّ.
وقوله: [أف أف] : قال ابن الأنباري: معناه لاستقذار لما شم.
وقال أهل اللغة: يقال لكل ما يضجر منه ويستقل: [أف له] وقوله: [قد أصل] أي: قد أنتن.
و [النهش] : أخذ ما على العظم من اللحم بأطراف الأسنان.