كتاب الترغيب والترهيب لقوام السنة (اسم الجزء: 3)

2025- قال وثنا ابن أبي الدنيا قال: حدثني محمد بن الحسين، ثنا محمد بن عبيد عن الأعمش، عن خيثمة قال:
((كان عيسى ابن مريم –عليه السلام- إذا دعا أصحابه قام عليهم، ثم قال: هكذا اصنعوا بالقراء)) .
2026- أخبرنا محمد بن أبي طاهر الخرقي، أنبأ الفضل بن عبيد الله، أنبأ عبد الله بن جعفر، ثنا محمد بن صخر، ثنا عبد الله بن يزيد المقري، ثنا الليث، ثنا سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح العدوي –رضي الله عنه- أنه قال: سمع أذني وبصر عيني حين يتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه جائزته، قيل: وما جائزته؟ قال: يوم وليلة، والضيافة ثلاث، فما فوق ذلك فهو صدقة عليه، ثم قال: ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)) .
وفي غير هذه الرواية ((الضيافة ثلاثة أيام، فما زاد فهو صدقة، وجائزته يوم وليلة)) أي يقري ثلاثة أيام ثم يعطي ما يجوز مسافة يوم وليلة.
2027- وقال أشهب:
((سئل مالك بن أنس عن قوله: جائزته يوم وليلة، قال: يكرمه -[38]- ويتحفه ويخصه يوماً وليلة، وثلاثة أيام ضيافة، قيل: قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم أمره إلى ثلاثة أقسام، إذا نزل به الضيف أتحفه في اليوم الأول وتكلف على قدر وجده، فإذا كان اليوم الثاني قدم إليه ما يحضره، فإذا جاوز مدة الثلاث كان مخيراً بين أن يتم على عادته وبين أن يمسك فهو كالصدقة النافلة، وفي رواية: ولا يثوي عنده حتى يحرجه)) .
قوله: يثوي: أي يقيم والثواء: الإقامة: أي لا يقيم عنده بعد الثلاث حتى يضيق صدره، يقال أحرجه: أي ضيق عليه أي لا يضيق عليه فتصير الصدقة على وجه المن والأذى، ولا أوجه لرواية من روى حتى يخرجه بالخاء المعجمة: قال أهل اللغة: الجائزة: العطية، والحرج: الضيق، قال الله –عز وجل-: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} أي لم يضيق عليكم في أحكامه فيكلفكم ما تعجزون عنه.

الصفحة 37