كتاب جامع المسائل لابن تيمية ط عالم الفوائد - المجموعة الثالثة
وقال: "يصلون لكم، فإن أحسنوا فلكم، وإن أساءوا فلكم وعليهم" (1).
وهذا باب واسعٌ جدًّا.
وقال أيضا: "لعنَ الله اليهودَ، اتخذوا قبورَ أنبيائهم مساجدَ" يُحذِّر ما فعلوا (2). قالوا: ولولا ذلك لأُبْرِزَ قبرُه، ولكن كُرِهَ أن يُتَّخذَ مسجدًا (3)، وهذا قاله في مرضه.
وقال قبل موته بخمسٍ: "إن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبورَ مساجدَ، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك" (4).
ولما ذكر كنيسة الحبشة قال: "أولئك إذا مات الرجلُ فيهم بَنَوا على قبرِه مسجدًا، وصَوَّروا فيه تلك التصاوير، أولئك شِرارُ الخلق عند الله يوم القيامة" (5).
وكل هذه الأحاديث في الصحاح المشاهير.
وقال أيضًا: "لعنَ الله زوَّاراتِ القبور والمتخذين عليها المساجَد والسُّرُجَ". رواه الترمذي وغيره (6)، وقال: حديث حسن.
__________
(1) أخرجه البخاري (694) عن أبي هريرة.
(2) أخرجه البخاري (435، 3453، 4443، 5815) ومسلم (531) عن عائشة وابن عباس.
(3) أخرجه البخاري (1330، 1390، 4441) ومسلم (529) عن عائشة.
(4) أخرجه مسلم (532) عن جندب بن عبد الله البجلي.
(5) أخرجه البخاري (427، 434، 1341) ومسلم (528) عن عائشة.
(6) أخرجه أحمد (1/ 229، 287، 324، 337) وأبو داود (3236) والترمذي (320) والنسائي (4/ 94) وابن ماجه (1575) من طريق أبي صالح عن ابن عباس.=