كتاب الشرح الممتع على زاد المستقنع (اسم الجزء: 3)

أن المؤلِّف اقتصر على هذه الصيغة طلباً للاختصار، وعلى كلٍّ؛ فهذه الصيغة لها أربع صفات:

الصفة الأولى: رَبَّنا ولك الحمدُ (¬1).

الصفة الثانية: رَبَّنا لك الحمدُ (¬2).

الصفة الثالثة: اللَّهُمَّ رَبَّنا لك الحمدُ (¬3).

الصفة الرابعة: اللَّهُمَّ رَبَّنا ولك الحمدُ (¬4).

وكلُّ واحدة من هذه الصِّفات مجزئة، ولكن الأفضل أن يقول هذا أحياناً، وهذا أحياناً، على القاعدة التي قرَّرناها فيما سبق، مِن أنَّ العبادات الواردة على وجوهٍ متنوِّعة الأفضلُ فيها فِعْلُها على هذه الوجوه. وذكرنا أن في ذلك ثلاث فوائد (¬5) وهي:

1 ـ المحافظة على السُّنَّة.

2 ـ اتِّباع السُّنَّة.

3 ـ حضور القلب.
لأنَّ الإِنسانَ إذا صار مستمرًّا على صيغة واحدة؛ صار كالآلة يقولها وهو لا يشعر، فإذا كان يُغيِّرُ، يقول هذا أحياناً، وهذا أحياناً؛ صار ذلك أدعى لحضور قلبه.
¬__________
(¬1) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب إيجاب التكبير وافتتاح الصلاة (732)؛ ومسلم، كتاب الصلاة، باب ائتمام المأموم بالإمام (411) (77).
(¬2) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب التكبير إذا قام من الركوع (789).
(¬3) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب فضل اللهم ربنا ولك الحمد (796)؛ ومسلم، كتاب الصلاة، باب التسميع والتحميد والتأمين (409) (71).
(¬4) أخرجه البخاري، كتاب الأذان، باب ما يقول الإمام ومن خلفه إذا رفع رأسه من الركوع (795).
(¬5) انظر: ص (30).

الصفحة 98