كتاب حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (اسم الجزء: 3)
وَبَعَثَتِ الرَّسُولَ إِلَيْهِ، فَنَزَلَ بِهِنَّ فَأَخَذْنَ الْكِتَابَ وَغَيَّرْنَهُ وَكَتَبْنَ إِلَيْهِ أَنَّهَا فَاجِرَةٌ وَوَلَدَتْ غُلَامًا، فَكَتَبَ إِلَى أُمِّهِ: أَنِ انْظُرِي إِلَى فُلَانَةَ فَارْبِطِي وَلَدَهَا عَلَى رَقَبَتِهَا وَاضْرِبِي عَلَى جَنْبِهَا وَأَخْرِجِيهَا، فَلَمَّا جَاءَهَا الْكِتَابُ قَرَأَتْهُ عَلَيْهَا، فَقَالَتْ لَهَا: اخْرُجِي فَجَعَلَتِ الصَّبِيَّ عَلَى رَقَبَتِهَا وَذَهَبَتْ، فَمَرَّتْ بِنَهَرٍ وَهِيَ عَطْشَانَةٌ فَبَرَكَتْ لِلشُّرْبِ وَالصَّبِيُّ عَلَى رَقَبَتِهَا فَوَقَعَ فِي الْمَاءِ فَغَرِقَ فَجَعَلَتْ تَبْكِي عَلَى شَاطِئِ النَّهْرِ، فَمَرَّ بِهَا رَجُلَانِ، فَقَالَا: مَا يُبْكِيكِ، فَقَالَتِ: ابْنِي كَانَ عَلَى رَقَبَتِي، وَلَيْسَ لِي يَدَانِ، وَإِنَّهُ سَقَطَ فِي الْمَاءِ فَغَرِقَ، فَقَالَا لَهَا: أَتُحِبِّينَ أَنْ يَرُدَّ اللهُ يَدَيْكِ كَمَا كَانَتَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ فَدَعَوَا اللهَ رَبَّهُمَا فَاسْتَوَتْ يَدَاهَا، فَقَالَا لَهَا: تَدْرِينَ مَنْ نَحْنُ؟ قَالَتْ: لَا، قَالَا: نَحْنُ رَغِيفَاكِ اللَّذَانِ تَصَدَّقْتِ بِهِمَا "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {طَيْرًا أَبَابِيلَ} [الفيل: 3] قَالَ: §طَيْرٌ خَرَجَتْ مِنَ الْبَحْرِ لَهَا رُءُوسٌ كَرُءُوسِ السِّبَاعِ، لَمْ تَزَلْ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ حَتَّى جَدِرَتْ جُلُودُهُمْ، فَمَا رُئِيَ الْجُدَرِيُّ قَبْلُ إِلَّا يَوْمَئِذٍ وَمَا رُئِيَتِ الطَّيْرُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ وَلَا بَعْدُ، فَانْطَلَقَ فِيلُهُمْ حَتَّى أَتَوْا بِوَادٍ، قَالَ حُصَيْنٌ: قَالَ عَمْرُو بْنُ مَيْمُونٍ، قَالَ: مَا دُرَّ الْوَادِي قَبْلَ ذَلِكَ بِخَمْسِمِائَةِ سَنَةٍ، فَأَرْسَلَ اللهُ عَلَيْهِمُ السَّيْلَ فَغَرَّقَهُمْ "
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الصَّلْتِ، ثنا أَبُو كُدَيْنَةَ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عِكْرِمَةَ: " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ} [فصلت: 10] قَالَ: جَعَلَ اللهُ فِي كُلِّ أَرْضٍ قُوتًا لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِهَا، ثُمَّ قَالَ: أَلَا تَرَى أَنَّ السَّابِرِيَّ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِسَابِرَةٍ، وَأَنَّ الْيَمَانِيَّ لَا يَصْلُحُ إِلَّا بِالْيَمَنِ؟ "
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ زَيْدِ بْنِ الْحَرِيشِ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ ضَيْفٍ، ثنا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبَانَ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ عِكْرِمَةَ: " فِي قَوْلِهِ تَعَالَى {§وَوَيْلٌ لِلْمُشْرِكِينَ، الَّذِينَ لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ} [فصلت: 7] قَالَ: لَا يَقُولُونَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَوْلِهِ {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى} [الأعلى: 14] قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَوْلِهِ {هَلْ -[334]- لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى} [النازعات: 18] إِلَى أَنْ تَقُولَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا} [فصلت: 30] قَالَ: شَهَادَةُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَقَوْلِهِ {أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رَشِيدٌ} [هود: 78]، قَالَ: أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ يَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَوْلِهِ {إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38] قَالَ: الصَّوَابُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَفِي قَوْلِهِ {إِنَّكَ لَا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ} [آل عمران: 194] قَالَ: الْمِيعَادُ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ "
الصفحة 333