كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 3)

ابن مسعود: «وهذا بعلى شيخ» ورفعه من الأوجه الأربعة (¬1). وقال جرير (¬2):
هذا ابن عمّي فى دمشق خليفة … لو شئت ساقكم إليّ قطينا
يجوز أن تنصب «خليفة» باسم الإشارة، فيكون حالا منه، ويحوز أن تعمل فيه الظرف، فيكون حالا من الذّكر (¬3) الذى فيه، ويجوز أن ترفعه من وجهين، أحدهما: أن يكون خبرا ثالثا، ابن عمى: الأوّل، وفى دمشق: الثانى، وخليفة الثالث.
ويجوز أن يكون خبر مبتدأ محذوف، على ما قدّمنا ذكره.
القطين: الأتباع.
/وقد أعملوا فى الحال من حروف المعانى ثلاثة: كأنّ وليت ولعلّ، وذلك لقوّة شبههنّ بالفعل، تقول: كأنّ زيدا راكبا أسد، وليت زيدا مقيما عندنا، ولعلّ بكرا جالسا فى الدار، قال النابغة:
كأنّه خارجا من جنب صفحته … سفّود شرب نسوه عند مفتأد (¬4)
شبّه قرن ثور وحشيّ طعن به كلبا، فأخرجه من صفحة عنقه، بسفّود قوم يشربون الخمر نسوه عند مفتأد، والمفتأد: المشتوى والمطبخ، مكان الشّيّ والطّبخ، يقال: فأدت اللحم: إذا شويته، ويقال للسّفود: المفأد.
...
¬_________
(¬1) راجع المقتضب 4/ 308، وحواشيه. والمحتسب 1/ 324.
(¬2) ديوانه ص 388، والكامل ص 1075، والجمل المنسوب للخليل ص 38، وعيار الشعر ص 152، والموشح صفحات 190،191،201.
(¬3) أى الضمير.
(¬4) فرغت منه فى المجلس الرابع والعشرين. وسيعيد ابن الشجرى الكلام على إعمال هذه الحروف الثلاثة فى الحال قريبا. وانظر المقتضب 4/ 301، وحواشيه.

الصفحة 10