كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 3)

وبالواحد المؤنّث، ووصفوه بالجمع، فمثال وصفه بالواحد المذكّر قوله تعالى:
{وَالسَّحابِ الْمُسَخَّرِ} (¬1)، ومثال وصفه بالجمع قوله: {وَيُنْشِئُ السَّحابَ الثِّقالَ} (¬2) وقال تعالى فى وصفه بالواحد المؤنّث: {أَعْجازُ نَخْلٍ خاوِيَةٍ} (¬3)، وبالمذكّر: {أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ} (¬4) و {جَرادٌ مُنْتَشِرٌ} (¬5)، و {مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ} (¬6) /وجاء فى وصفه بالجمع، وبالواحد المذكّر قول النابغة (¬7):
واحكم كحكم فتاة الحىّ إذ نظرت … إلى حمام شراع وارد الثّمد
قوم يغلطون فيكتبون «واردى الثّمد» بالياء، يريدون: واردين.
الثّمد: الماء القليل الذى لا مادّة له.
وإنما وصفوا هذا الضّرب بالمذكّر؛ لأنه اسم جنس، لا جمع تكسير، ووصفوه بالمؤنّث حملا على معنى الجماعة.
¬_________
(¬1) سورة البقرة 164.
(¬2) سورة الرعد 12.
(¬3) سورة الحاقة 7.
(¬4) سورة القمر 20.
(¬5) سورة القمر 7.
(¬6) سورة يس 80.
(¬7) ديوانه ص 14، وشرح القصائد التسع ص 753، والكتاب 1/ 168، وطبقات فحول الشعراء ص 548، وشرح شواهد المغنى ص 77، وحكى كلام ابن الشجرى. والشاعر يخاطب النعمان بن المنذر. قال الأصمعى: «معنى احكم: أى كن حكيما كفتاة الحىّ إذ أصابت ووضعت الشىء فى موضعه. قال: وهى لم تحكم، إنما قالت شيئا كانت فيه حكيمة، قال: فأصب كإصابتها ولا تقبل ممّن سعى على». والفعل على هذا التفسير: حكم، من باب ظرف. وفتاة الحىّ: هى زرقاء اليمامة، وكانت حديدة النّظر، رأت حماما مرّ بها طائرا فقدّرت عدده فأصابت الحقيقة. وشراع، بالشين المعجمة: أى واردات الماء، من الشّريعة، وهى مورد الناس للاستقاء. وفسّره شيخنا أبو فهر فى حواشى ابن سلام، فقال: شراع: متماثلات، وشراع: جمع شرع (بكسر فسكون) وهو المثل، هذا شرع ذلك، أى على مثاله. ويروى «سراع».

الصفحة 29