كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 3)

/والسادس: أن تلحق الكلمة للمبالغة فى المدح والذمّ، كقولهم فى المدح:
رجل علاّمة ونسّابة وراوية للأخبار، وكقولهم فى الذمّ: رجل لحّانة وهلباجة، وهو الأحمق، ومثله جخابة، بوزن غزالة، وكذلك فقاقة، على زنته، وهو الأحمق المخلّط فى كلامه، وقيل فى قوله تعالى: {بَلِ الْإِنْسانُ عَلى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ} (¬1) وفى قوله: {ما فِي بُطُونِ هذِهِ الْأَنْعامِ خالِصَةٌ لِذُكُورِنا} (¬2) إنّ المراد بالتاء فيهما المبالغة، وكذلك قالوا فى قولهم: خليفة، إن الأصل خليف، والهاء للمبالغة، وقد أشبعت الكلام فى هذا الفنّ فيما قدّمته (¬3).
والسابع: إلحاقها لفظ الجمع توكيدا لتأنيثه، وتغليبا للحمل على الجماعة، كما ألحقت نحو ناقة ونعجة، وذلك على ضربين: ضرب تطّرد فيه فتلزمه، وضرب لا تلزمه، فلزومها جاء فى مثالين: أفعلة وفعلة، فأفعلة كأجربة وأقفزة (¬4) وأرغفة وأغربة، قال (¬5):
من فوقه أنسر سود وأغربة … وتحته أعنز كلف وأتياس
وفعلة كإخوة وغلمة وصبية وخصية وعلية، جمع خصيّ وعليّ، ومنه نيرة وجيرة، وقيعة، فى جمع نار وجار وقاع، كما جاء فى التنزيل: {كَسَرابٍ بِقِيعَةٍ} (¬6) وقالوا فى جمع شيخ: شيخة.
¬_________
(¬1) سورة القيامة 14.
(¬2) سورة الأنعام 139.
(¬3) راجع المجلس الحادى والخمسين.
(¬4) أجربة: جمع جريب، وهو القطعة المتميّزة من الأرض. والقفيز: مكيال، وهو أيضا من الأرض: عشر الجريب.
(¬5) أبو ذؤيب الهذلى، وقيل: مالك بن خويلد الخناعى الهذلى. شرح أشعار الهذليين ص 228، 440، وتخريجه فى ص 1399، والتكملة ص 165، وإيضاح شواهد الإيضاح ص 811. وأغربة: جمع غراب. وكلف: من الكلف، وهو سواد تخالطه حمرة، والسّواد فيه أكثر.
(¬6) سورة النور 39.

الصفحة 31