كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 3)

قلت: يا ذا/الجمّة، ويجوز نصبه على استئناف نداء، وعلى هذا يحمل قوله (¬1):
يا أيّها الجاهل ذا التّنزّى … لا توعدنّى حيّة بالنّكز
[ويروى: لا توعدنّ حيّة (¬2)].
التّنزّى: تسرّع الإنسان إلى الشّرّ، ويقال: نكزته الحيّة نكزا: إذا ضربته بفيها ولم تنهشه.
والسادس: أن تكون «أيّ» نعتا للنكرة، يراد به المدح، كقولك: مررت برجل أيّ رجل، ورأيت رجلا أيّ رجل، وجاءنى رجل أيّ رجل، وجاءنى رجلان أيّ رجلين، ورأيت رجالا أيّ رجال، وإن شئت أظهرت المبتدأ فقلت: وأيّ رجل هو، وتقول: مررت برجل أيّ رجل أبوه، ترفع «أيّا» بأنها خبر مقدّم، وكذلك تقول فى المعرفة: مررت بزيد أيّ رجل أبوه، وتقول فى المؤنّث: مررت بجارية أيّة جارية، كما جاء التأنيث فى التنزيل: {يا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ} (¬3) وإن شئت اكتفيت بتأنيث الجارية، فقلت: بجارية أيّ جارية، كما جاء فى التنزيل: {فِي أَيِّ صُورَةٍ ما شاءَ رَكَّبَكَ} (¬4) و {بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ} (¬5).
...
¬_________
(¬1) فرغت منه فى المجلس الثامن والخمسين.
(¬2) ساقط من 5.
(¬3) سورة الفجر 27.
(¬4) الآية الثامنة من سورة الانفطار.
(¬5) الآية الأخيرة من سورة لقمان.

الصفحة 45