ولا، قال ابن أحمر (¬1):
وربّت سائل عنّى حفىّ … أعارت عينه أم لم تعارا
عارت: من العور، أصله عورت، وأراد تعارن، فأبدل من نون التوكيد الخفيفة ألفا فى الوقف، قياسا على التنوين إذا انفتح ما قبله، فى نحو: رأيت زيدا، وقال آخر فى ثمّ:
ولقد أمرّ على اللئيم يسبّنى … فمضيت ثمّت قلت لا يعنينى (¬2)
وجاء فى التنزيل: {وَلاتَ حِينَ مَناصٍ} (¬3) أى وليس حين مهرب.
ومن أحكام «ربّ» تخفيفها فى لغة بعض العرب، قال أبو كبير الهذلىّ:
أزهير إن يشب القذال فإنّه … رب هيضل لجب لففت بهيضل (¬4)
الهيضل: جمع هيضلة، وهى الجماعة.
واللّجب: الكثير الأصوات.
ومن أحكامها: أنها توصل ب «ما»، فيقع بعدها المعرفة والفعل، وقد قدّمت ذكر ذلك (¬5)، وحقّ الفعل بعدها أن يكون ماضيا أو حالا، على ما قرّرته قبل، وقد ذكرت
¬_________
(¬1) ديوانه ص 76، وتخريجه فى ص 202، وزد عليه الأزهية ص 272، وضرائر الشعر ص 47، وتذكرة النحاة ص 382، وارتشاف الضرب 3/ 280، ومعجم شواهد العربية ص 143، وحواشى المحققين. وعارت عينه: أى سال دمعها. ويروى «أغارت» بالغين المعجمة. وغارت العين: دخلت فى الرأس.
(¬2) هذا شاهد كثير الدّوران، وللنحويين فيه أكثر من شاهد. وهو من مقطوعة لشمر بن عمرو الحنفىّ، أحد شعراء بنى حنيفة باليمامة. الأصمعيات ص 126، والكتاب 3/ 24، وشرح الجمل 1/ 250، والخزانة 1/ 357، وانظر فهارسها.
(¬3) الآية الثالثة من سورة ص، وانظر إعرابها فى المجلس الثالث والثلاثين.
(¬4) فرغت منه فى المجلس السادس والأربعين. و «زهير» مرخّم «زهيرة» ابنة الشاعر. وتفتح الراء وتضمّ، على قاعدة المرخّم. وقد ضبطت بالضم فى النسخة (ط)، وهى نسخة المؤلف، كما سبق.
(¬5) المجلس الثامن والستين.