كتاب أمالي ابن الشجري (اسم الجزء: 3)

ومنهم من يجعل ذو بمعنى الذى والتى، فيقول: هذه هند ذو سمعت بها، ومررت بهند ذو سمعت بها، ورأيت أخويك ذو مررت بهما، ومررت بالقوم ذو سمعت بهم، كما جعلوا «من» للذكر والأنثى وللاثنين والجميع، قال سنان بن الفحل الطائىّ (¬1):
فإنّ الماء ماء أبى وجدّى … وبئرى ذو حفرت وذو طويت
قال بعض النّحويّين (¬2): وربّما ثنّوا وجمعوا، فقالوا: هذان ذوا تعرف، وهؤلاء ذوو تعرف، وهاتان ذواتا تعرف، وهؤلاء ذوات تعرف، ويضمّون التاء على كلّ حال، قال الفرّاء: أنشدنى بعضهم:
جمعتها من إبل موارق … ذوات ينهضن بغير سائق (¬3)
موارق، من قولهم: مرق السّهم: إذا نفذ.
فإن ثنّيت الذى، ففيه ثلاث لغات: اللّذان بتخفيف النون، واللّذانّ بتشديدها، والتشديد لغة قريش، واللّذا بحذف النون، قال الأخطل (¬4):
أبني كليب إنّ عمّيّ اللّذا … قتلا الملوك وفكّكا الأغلالا
هذا قول الكوفيّين، وقال البصريّون: إنما حذف النون لطول الاسم بالصّلة،
¬_________
(¬1) شاعر إسلامى من الدولة المروانية. شرح الحماسة ص 591، والأزهية ص 305، والإنصاف ص 384، وشرح الكافية الشافية ص 274، وشرح الجمل 1/ 177، والبسيط ص 291، والخزانة 6/ 34، وغير ذلك مما تراه فى حواشى المحققين.
(¬2) هذا الكلام كله للهروىّ صاحب الأزهية. وابن الشجرى كثير الإغارة على كلامه دون غزو إليه، وقد أشرت إلى ذلك فى الدراسة ص 145، ثم ظهرت لى بعد ذلك شواهد كثيرة على ما قلت، وهذا الموضع أحدها. الأزهية ص 305.
(¬3) نسبهما العينى 1/ 440 لرؤبة، وهما فى ذيل ديوانه ص 180، والموضع السابق من الأزهية، وشرح الكافية الشافية ص 275، وشرح ابن الناظم ص 34، والمقرب 1/ 58، وأوضح المسالك 1/ 156، وانظر معجم شواهد العربية ص 509.
(¬4) ديوانه ص 108، وخرّجته فى كتاب الشعر ص 125، وزد على ما ذكرته هناك: ضرورة الشعر ص 200، وليس فى كلام العرب ص 336، والجمل المنسوب للخليل ص 216، والأزهية ص 306.

الصفحة 55