حمد ربه وسأله الزيادة من فضله وان خالفه أعتب واناب وراجع من قريب رحم الله رجلا واعظ أخاه وأهله فقال يا أهلي صلاتكم صلاتكم زكاتكم زكاتكم جيرانكم جيرانكم إخوانكم إخوانكم مساكينكم مساكينكم لعل الله يرحمكم فان تبارك وتعالى أثنى على عبد من عباده فقال ( وكان يأمرأهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضيا ) يا ابن ادم كيف تكون مسلما ولم يسلم منك جارك وكيف تكون مؤمنا ولم يأمنك الناس
وكان يقول لا يستحق احد حقيقة الايمان حتى لا يعيب الناس بعيب هو فيه ولا يأمر باصلاح عيوبهم حتى يبدأ باصلاح ذلك من نفسه فانه اذا فعل ذلك لم يصلح عيبا الا وجد في نفسه عيبا آخر ينبغي له ان يصلحه فاذا فعل ذلك شغل بخاصة نفسه عن عيب غيره وإنك ناظر الى عملك بوزن خيره وشره فلا تحقرن شيئا من الشر وان صغر فانك اذا رأيته ساءك مكانه
وكان يقول رحم الله عبدا كسب طيبا وانفق قصدا وقدم فضلا وجهوا هذا الفضول حيث وجهها الله وضعوها حيث امر الله فان من كان قبلكم كانوا يأخذون من الدنيا بلاغهم ويؤثرون بالفضل ألا ان هذا الموت
قد اضر بالدنيا ففضحها فلا والله ما وجد ذولب فيها فرحا فاياكم وهذه السبل@