كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

زرعنا الله فأحسن زرعنا وحصدنا فأحسن حصادنا
وقال الحسن ابن آدم انما انت عدد فاذا مضى يوم فقد مضى بعضك مسلمة قال وقال الحسن بن آدم ان كان يغنيك من الدنيا ما يكفيك فأدنى ما فيها يغنيك وان كان لا يغنيك منها ما يكفيك فليس فيها شيء يغنيك قال نزل الموت بفتي كان فيه رمق فرفع رأسه فاذا أبواه يبكيان عند رأسه فقال ما لكما تبكيان قالوا تخوفا عليك من الذي كان منك من إسرافك على نفسك فقال لا تبكيا فوالله ما يسرني ان الذي بيد الله بأيديكما
قال ابو الحسن عن علي عن عبد الله القرشي قال قتادة يعطي الله العبد
على نية الآخرة ما شاء من الدنيا ولا يعطي على نية الدنياء الا الدنيا
قال عوانة قال الحسن قدم علينا بشر بن مروان أخو الخليفة وأمير المصرين وأشب الناس فأقام عندنا أربعين يوما ثم طعن في قدمه فمات فأخرجناه الى قبره فلما صرنا به الى الجبانة فاذا نحن بأربعة سودان يحملون صاحبا لهم الى قبره فوضعنا السرير فصلينا عليه ووضعوا صاحبهم فصلوا عليه ثم حملنا بشرا الى قبره ودفنا بشرا ودفنوا صاحبهم ثم انصرفوا وانصرفنا ثم التفت التفاتة فلم أعرف قبر بشر من قبر الحبشي فلم أر شيئا قط كان أعجب منه@

الصفحة 147