كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

أطول نصبا ولا أقل غنما من أهل هذه النحلة وقد شفى الصدور منهم طول جثوم الحسد على أكبادهم وتوقد نار الشنان في قلوبهم وغليان تلك المراجل الفائرة وتسعر تلك النيران المضطرمة ولو عرفوا أخلاق كل ملة وزي كل لغة وعللهم في اختلاف إشارتهم والاتهم وشمائلهم وهيآتهم وما علة كل شيء من ذلك ولم اختلقوه ولم تكلفوه لأراحوا أنفسهم ولخفت مؤونتهم على من خالطهم
والدليل على ان أخذ العصا مأخوذ من أصل كريم ومن معدن شريف ومن المواضع التي لا يعيبها الا جاهل ولا يعترض عليها الا معاند اتخاذ سليمان ابن داود صلوات الله تعالى وسلامه على نبينا وعليه العصا لخطبته وموعظته ولمقاماته وطول صلاته ولطول التلاوة والانتصاب فجعلها لتلك الخصال جامعة قال الله عز و جل وقوله الحق ( فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته الا دابة الارض تأكل منسأته فلما خر تبينت الجن ان لوكان يعلمون الغيب ما لبثوا في العذاب المهين ) والمنسأة هي العصا وقال ابو طالب حين قام بدم الرجل الذي ضرب زميله بالعصا فقتله حين تخاصما في حبل وتجاذبا
( أمن أجل حبل لا أباك علوته ... بمنسأة قد جاء حبل وأحبل )@

الصفحة 30