كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

فقال له حدثني حديث الملك الذي أخبرتني عنه بحران قال أخبرني ابي عن الحصين بن المنذر أن ملكا من ملوك فارس يقال له سابو الأكبر كان له وزير ناصح قد اقتبس أدبا من آداب الملوك وشاب ذلك بفهم في الدين فوجهه سابور داعية الى خراسان وكانوا قوما عجما يعظمون الدنيا جهالة بالدين ويخلون بالدين استكانة لقوت الدنيا وذلا لجبابرتها فجمعهم على دعوة من الهوىا يكيد به مطالب الدنيا واغتر بقتل ملوكهم لهم وتخولهم إياهم وكان يقال لكل ضعيف صولة ولكل ذليل دولة فلما تلاحمت أعضاء الامور التي لقح استحالت حربا عوانا شالت أسافلها بأعاليها فانتقل العز الى أرذلهم والنباهة الى أخملهم فأشربوا له حبا مع خفض من الدنيا افتتح بدعوة من الدين فلما استوثقت له البلاد بلغ سابور أمرهم وما أحال عليه من طاعتهم ولم يأمن زوال القلوب وغدرات الوزراء فاحتال في قطع رجائه عن قلوبهم وكان يقال
( وما قطع الرجاء بمثل يأس ... تبادهه القلوب على اغترار )
فصمم على قتله عند وروده عليه برؤساء أهل خراسان وفرسانهم فقتله فبغتهم بحدث فلم يرعهم الا ورأسه بين أيديهم فوقف بهم بين الغربة ونأي@

الصفحة 368