كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

ولما مدح ابن هرمة أبا جعفر المنصور أمر له بألفي درهم فاستقلها وبلغ ذلك أباجعفر فقال أما يرضى أني حقنت دمه وقد استوجب إراقته ووفرت ماله وقد استحق تلفه وأقررته وقد استأهل الطرد وقربته وقد استحق البعد أليس هو القائل في بني أمية
( اذا قيل من عند ريب الزمان ... لمعتز فهز ومحتاجها )
( ومن يعجل الخيل يوم الوغى ... بالجامها قبل إسراجها )
( أشارت نساء بني مالك ... اليك به قبل أزواجها )
قال ابن هرمة فأني قد قلت فيك أحسن من هذا قال هاته قال قلت
( اذا قلت أي فتى تعلمون ... أهش الى الطعن بالذابل )
( واضرب للقرن يوم الوغى ... وأطعم في الزمن الماحل )
( أشارت اليك أكف الورى ... إشارة غرقي الى ساحل )
قال المنصور أما هذا الشعر فمسترق وأما نحن فلا نكافىء الا بالتي هي احسن
سياسة المنصور في العفو عن المسيء
ولما احتال ابو الازهر بالمهلب بن عبيثر المهري لعبد الحميد بن ربعي بن خالد ابن مغداق وأسلمه إلى حميد بن قحطبة وأسلمه حميد الى المنصور قال لا عذر فأعتذر وقد احاط بي الذنب وانت أولى بما ترى قال لست أقتل أحدا من ال قحطبة بل أهب مسيئهم الىمحسنهم وغادرهم لوفيهم قال ان لم يكن في مصطنع فلا حاجة لي في الحياة ولست أرضى أن أكون طليق شفيع وعتيق ابن عم قال اسكت مقبوحا @

الصفحة 372