كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)
فقلت قد تربي الصفة على العيان فلما رأيتها رأيت العيان قد أربى على الصفة فلما فليتها أربى الفلي على العيان كما أربى العيان على الصفة وهذا كتاب لا يحتاج الى حضور صاحبه ولا يفتقر الى المحتجين عنه قد جمع استقصاء المعاني واستيفاء جميع الحقوق مع اللفظ الجزل والمخرج السهل فهو سوقي ملوكي وعامي خاصي
مجادلة المأمون للخراساني المرتد
ولما دخل عليه المرتد الخراساني وقد كان حمله من خراسان حتى وافى به العراق قال له المأمون
لأن أستحييك بحق احب الي من ان اقتلك بحق ولان اقبلك بالبراءة احب الي من ان أدفعك بالتهمة قد كنت مسلما بعد ان كنت نصرانيا وكنت فيها أتيح وأيامك اطول فاستوحشت مما كنت به آنسا ثم لم تلبث ان رجعت عنا نافرا فخبرنا عن الشيء الذي اوحشك من الشيء الذي صار آنس لك من الفك القديم وأنسك الاول فان وجدت عندنا دواء دائك تعالجت به والمريض من الاطباء يحتاج الى المشاورة وان اخطأك الشفاء ونبا عن دائك الدواء كنت قد أعذرت ولم ترجع على نفسك بلائمة فان قتلناك بحكم الشريعة او ترجع انت في نفسك الى الاستبصار والثقة وتعلم انك لم تقصر في اجتهاد ولم تفرط في الدخول في باب الحزم
قال المرتد اوحشني كثرة ما رأيت من الاختلاف فيكم
قال المأمون لنا أختلافان أحدهما كالاختلاف في الأذان وتكبير الجنائز @
الصفحة 375
379