كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)
والاختلاف في التشهد وصلاة الاعياد وتكيبر التشريق ووجوه القراءات واختلاف وجوه الفتيا وما أشبه ذلك وليس هذا باختلاف إنما هو تخيير وتوسعة وتخفيف من المحنة فمن أذن مثنى واقام مثنى لم يؤثم ومن أذن مثنى وأقام فرادي لم يحوب لا يتعايرون ولا يتعايبون أنت ترى ذلك عيانا وتشهد عليه تبيانا و الاختلاف الآخر كنحو اختلافنا في تأويل الآية من كتابنا وتأويل الحديث عن نبينا مع إجماعنا على اصل التزيل واتفاقنا على عين الخبر فان كان الذي أوحشك هذا حتى انكرت من اجله هذا الكتاب فقد ينبغي ان يكون اللفظ بجميع التوراة والانجيل متفقا على تأويله كما يكون متفقا على تنزيله ولا يكون بين جميع النصارى واليهود اختلاف في شيء من التأويلات وينبغي لك ان لا ترجع الا الى لغة لا إختلاف في تأويل الفاظها ولو شاء الله ان ينزل كتبه ويجعل كلام أنبيائه وورثة رسله لا يحتاج الى تفسير لفعل ولكنا لم نر شيئا من الدين والدنيا دفع الينا على الكفاية ولو كان الامر كذلك لسقطت البلوى والمحنة وذهبت المسابقة والمنافسة ولم يكن تفاضل وليس على هذا بنى الله الدنيا
قال المرتد أشهد ان الله واحد لا ند له ولا ولد وان المسيح عبده وان محمدا صادق وانك امير المؤمنين حقا
فأقبل المأمون على اصحابه فقال فروا عليه عرضه ولا تبزوه في يومه@
الصفحة 376
379