كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

الدواب مشينا فقلت له في شأن عصاه فقال لي ان موسى بن عمران صلوات الله وسلامه على نبينا وعليه حين آنس من جانب الطور نارا واراد الاقتباس لأهله منها لم يأت النار من مقدار تلك المسافة القليلة الا ومعه عصاه فلما صار بالوادي المقدس من البقعة المباركة قيل له ألق عصاك واخلع نعلك فرمى نعليه راغبا عنهما حين نزه الله ذلك الموضع عن الجلد غير الذكي وجعل الله جماع أمره من أعاجيبه وبرهاناته في عصاه ثم كلمه من جوف شجرة ولم يكلمه من جوف انسان ولا جان
قال الشرقي انه ليكثر من ذلك واني لاضحك متهاونا بما يقول فلما برزنا على حمارينا تخلف المكاري فكان حماره يمشي فاذا تلكأ اكرهه بالعصا وكان حماري لا ينساق واعلم انه ليس في يدي شيء يكرهه فسبقني الفتى الى
المنزل فاستراح وأراح ولم أقدر على البراح حتى وافاني المكاري فقلت هذه واحدة فلما أردنا الخروج من الغد لم نقدر على شيء نركبه فكنا نمشي فاذا أعيا توكأ على العصا وربما احضر ووضع العصا على وجه الارض فاعتمد عليها ومر كأنه سهم والح حتى انتهينا الى المنزل وقد تفسخت من الكلال واذا فيه فضل كبير فقلت هذه ثانية فلما كان في اليوم الثالث ونحن نمشي في أرض ذات أخاقيق وصدوع اذ هجمنا علىحية منكرة فساورتنا فلم تكن عندي حيلة الا خذلانه واسلامه @

الصفحة 46