كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

الروث والتراب وجرد الارض بها جردا حتى ظهر بياضها وطابت ريحها فقلت هذه سادسة وعلى اي حال لم تطب نفسي ان اضع طعامي وثيابي على تلك الارض فنزع و الله العصا من حديد المسحاة فوتدها في الحائط وعلق ثيابي عليها فقلت هذه سابعة فلما صرت الى مفرق الطرق وأردت مفارقته قال لي لو عدلت معي فبت عندي كنت قد قضيت حق الصحبة والمنزل قريب فعدلت معه فأدخلني في منزل يتصل ببيعه قال فما زال يحدثني ويطرفني ويلطفني الليل كله فلما كان السحر أخذ خشبة ثم اخرج تلك العصا بعينها
فقرعها بها فاذا ناقوس ليس في الدنيا مثله واذا هو أحذق الناس بضربه فقلت له ويلك اما أنت مسلم وأنت رجل من العرب من ولد عمرو بن كلثوم قال بلى قلت فلم تضرب بالناقوس قال جعلت فداك ان أبي نصراني وهو صاحب البيعة وهو شيخ ضعيف فاذا شهدته بررته بالكفاية واذا هو شيطان مارد واذا اظرف الناس كلهم واكثرهم أدبا وطلبا فخبرته بالذي أحصيته من خصال العصا بعد ان كنت هممت ان ارمي بها فقال والله لو حدثتك عن مناقب نفع العصا الى الصبح لما استنفدتها@

الصفحة 48