كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

ومن جمل القول في العصا وما يجوز فيها من المنافع والمرافق تفسير شعر غنية الاعرابية في شأن ابنها وذلك أنها كان لها ابن شديد العرامة كثير التلفت الى الناس مع ضعف أسر ودقة عظم فواثب مرة فتى من الاعراب فقطع الفتى أنفه وأخذت غنية دية أنفه فحسنت حالها بعد فقر مدقع ثم واثب آخر فقطع أذنه فأخذت الدية فزادت دية أذنه في المال وحسن الحال ثم واثب بعد ذلك آخر فقطع شفته فلما رأت ما قد صار عندها من الابل والغنم والمتاع والكسب بجوارح ابنها حسن رأيها فيه فذكرته في أرجوزة لها تقول فيها
( أحلف بالمروة يوما والصفا ... أنك خير من تفاريق العصا )
فقيل لابن الاعرابي ما تفاريق العصا قال العصا تقطع ساجورا وتقطع عصا الساجور فتصير أوتادا ويفرق الوتد فتصير كل قطعة شظاظا فان كان رأس الشظاظ كالفلكة صار للبختي مهارا - وهو العود الذي يدخل في أنف البختي - واذا فرق المهار جاءت منه تواد
والسواجير @

الصفحة 49