كتاب البيان والتبيين - ط الخانجي (اسم الجزء: 3)

يا موسى ) قال ( هي عصاي أتوكأ عليها وأهش بها على غنمي ولي فيها مآرب أخرى ) وبعد ذلك قال ( ألقها يا موسى فاذا هي حية تسعى ) ومن يستطيع ان يدعي الإحاطة بما فيها من مآرب موسى الا بالتقريب وذكر ما خطر علىالبال ذلك وقد كانت العصا لا تفارق يد سليمان بن داود عليهما السلام لا في مقاماته ولا في صلواته ولا في موته ولا في أيام حياته حتى جعل الله تسليط الارضة عليها وسليمان ميت وهو معتمد عليها من الآيات عند من كان لا يعلم ان الجن لم تكن تعلم الا ما تعلم الانس
ولو علم القوم اخلاق كل ملة وزي اهل كل لغة وعللهم في ذلك واحتجاجهم له لقل شغبهم وكفونا مؤونتهم وهذه الرهبان تتخذ العصي من غير سقم ولا نقصان في جارحة ولا بد للجاثليق من قناع ومن مظلة وبرطلة ومن عكازة ومن عصا من غير ان يكون الداعي الىذلك كبرا ولا عجزا في الخلقة وما زال المطيل القيام بالموعظة او القراءة اوالتلاوة يتخذ العصا عند
طول القيام ويتوكأ عليها عند المشي كأن ذلك زائد في التكهل والزماتة وفي نفي السخف والخفة
وبالناس حفظك الله اعظم الحاجة الى ان يكون لكل حنس منهم سيما ولكل صنف منهم حلية وسمة ويتعارفون بها @

الصفحة 90