كتاب صحيح البخاري (اسم الجزء: 3)

بَابٌ: إِذَا زَكَّى رَجُلٌ رَجُلًا كَفَاهُ
وَقَالَ أَبُو جَمِيلَةَ، وَجَدْتُ مَنْبُوذًا فَلَمَّا رَآنِي عُمَرُ، قَالَ: «عَسَى الغُوَيْرُ أَبْؤُسًا» كَأَنَّهُ يَتَّهِمُنِي، قَالَ عَرِيفِي: إِنَّهُ رَجُلٌ صَالِحٌ، قَالَ: «كَذَاكَ اذْهَبْ وَعَلَيْنَا نَفَقَتُهُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
[ ش (منبوذا) لقيطا وهو الولد الصغير الذي لا يعرف له أب. (عسى الغوير أبؤسا. .) الغوير تصغير غار والأبؤس جمع بؤس وهو الشدة وهو مثل يضرب لكل من دخل في أمر لا يعرف عاقبته وأصله أنه كان أناس في غار فأتاهم عدو فقتلهم فيه. ومعنى تمثيل عمر رضي الله عنه به أنه اتهمه أن يكون اللقيط ولده فأتى به ووضعه ليأخذه على هيئة اللقيط ليفرض له عطاء من بيت المال]
٢٦٦٢ - حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَامٍ، أَخْبَرَنَا عَبْدُ الوَهَّابِ، حَدَّثَنَا خَالِدٌ الحَذَّاءُ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: أَثْنَى رَجُلٌ عَلَى رَجُلٍ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ⦗١٧٧⦘، فَقَالَ: «وَيْلَكَ قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ، قَطَعْتَ عُنُقَ صَاحِبِكَ» مِرَارًا، ثُمَّ قَالَ: «مَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَادِحًا أَخَاهُ لَا مَحَالَةَ، فَلْيَقُلْ أَحْسِبُ فُلَانًا، وَاللَّهُ حَسِيبُهُ، وَلَا أُزَكِّي عَلَى اللَّهِ أَحَدًا أَحْسِبُهُ كَذَا وَكَذَا، إِنْ كَانَ يَعْلَمُ ذَلِكَ مِنْهُ»
---------------

[تعليق مصطفى البغا]
٢٥١٩ (٢/٩٤٦) -[ ش أخرجه مسلم في الزهد والرقائق باب النهي عن المدح إذا كان فيه إفراط رقم ٣٠٠٠. (أثنى) مدح. (ويلك) الويل الحزن والهلاك ويستعمل بمعنى التفجع والتعجب. (قطعت عنق صاحبك) تسببت بهلاكه لأنه ربما أخذه العجب بسبب مدحك له. (مرارا) أي كرر قوله مرات. (لا محالة) لا بد منه ألبتة. (أحسب) أظن. (حسيبه) كافيه. (لا أزكي على الله أحدا) لا أقطع له ولا أجزم على عاقبة أحد بخير أو غيره]
[٥٧١٤، ٥٨١٠]

الصفحة 176