كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

قال الفراء وأبو عبيدة في قوله- عز وجل-: «ثانِيَ عِطْفِهِ» يقول يتبختر في مشيته تكبرا.
ثم أخبر عن النضر فقال- سبحانه-: ثانِيَ عِطْفِهِ- يقول يلوي «1» عنقه عن الإيمان لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ يقول ليستزل عن دين الإسلام لَهُ فِي الدُّنْيا خِزْيٌ يعني القتل ببدر وَنُذِيقُهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ عَذابَ الْحَرِيقِ- 9- يعني نحرقه بالنار ذلِكَ العذاب بِما قَدَّمَتْ يَداكَ من الكفر والتكذيب وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ- 10- فيعذب على غير ذنب وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلى حَرْفٍ يعني على شك «نزلت في أناس من أعراب أسد بن خزيمة وغطفان «2» .
قال مُقَاتِلُ: إذا سألك رجل على كم حرف تعبد الله- عز وجل- فقل:
لا أعبد الله على شيء من الحروف، ولكن أعبد الله- تعالى- ولا أشرك به شيئا لأنه واحد لا شريك له «3» .
كان الرجل يهاجر إلى المدينة فإن أخصبت أرضه، ونتحبت فرسه، وولد له غلام، وصح بالمدينة، وتتابعت عليه الصدقات، قال: هذا دين حسن.
يعني الإسلام، فذلك قوله- تعالى-: فَإِنْ أَصابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ يقول رضي بالإسلام وإن أجدبت أرضه، ولم تنتج فرسه، وولدت «4» له جارية،
__________
(1) فى أ: ملوى، ز: يلوى.
(2) ما بين القوسين « ... » من ز، وفى أ: نزلت فى رجل من غطفان.
(3) قول مقاتل هذا من أ، وليس فى ز.
(4) فى ز: وولدت، ا: وولد.

الصفحة 117