كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

حدثنا أبو محمد «1» ، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا الْهُذَيْلُ عن مُقَاتِلٍ، عن محمد بن علي، في قوله- تعالى-: «وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ» قال الكذب وهو الشرك في التلبية، وذلك أن الخمس قريش وخزاعة وكنانة وعامر بن صعصعة في الجاهلية كانوا يقولون في التلبية: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك، إلا شريكا هو لك، تملكه وما ملك» يعنون الملائكة التي تعبد هذا هو قول الزور لقولهم: «إلا شريكا «2» هو لك» .
وكان أهل اليمن في الجاهلية يقولون في التلبية: «نحن عرايا «3» عك عك إليك عانية، عبادك اليمانية، كيما نحج الثانية، على القلاص الناجية» .
وكانت تميم تقول في إحرامها: «لبيك ما نهارنا نجره، إدلاجه وبرده وحره، لا يتقي شيئا ولا يضره، حجا لرب مستقيم بره.
وكانت ربيعة تقول: «لبيك اللهم حجا حقا، تعبدا ورقا، لم نأتك للمناحة «4» ، ولا حبا «5» للرباحة» .
وكانت قيس عيلان تقول: «لبيك لولا أن بكرا دونكا، بنو أغيار وهم يلونكا، ببرك الناس ويفخرونكا، ما زال منا عجيجا «6» يأتونكا «7» » .
__________
(1) فى أ: أبو محمد، ز: محمد.
(2) فى أ: إلا شريك.
(3) فى النسخ غرابا، وفى غير هذا الموضع فى أ: عرايا.
(4) فى أ: للمناحة، ز: للمناحة، ولعل المراد طلب المنح والعطايا.
(5) فى أ: ولا جا، ل: ولا حبا.
(6) فى ل: عجيجا، ز: عثج.
(7) ما بين الأقواس « ... » ساقط من أ، وهو من ل، ز.

الصفحة 124