كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

ولا تستعبدهم بالعمل يعني بقوله «معنا» يعني معنا يعني نفسه وأخاه قَدْ جِئْناكَ بِآيَةٍ يعني بعلامة مِنْ رَبِّكَ وهي اليد والعصا وَالسَّلامُ عَلى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدى - 47- يقول والسلام على من آمن بالله- عز وجل- إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنا أَنَّ الْعَذابَ فى الآخرة عَلى مَنْ كَذَّبَ بتوحيد الله- عز وجل- وَتَوَلَّى- 48- يعني وأعرض عنه. قالَ فرعون: فَمَنْ رَبُّكُما يَا مُوسى - 49- قالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطى كُلَّ شَيْءٍ من الدواب خَلْقَهُ يعني صورته التي تصلح له ثُمَّ هَدى - 50- يقول هداه إلى معيشته ومرعاه فمنها ما يأكل الحب، ومنها ما يأكل اللحم قالَ فرعون: يا موسى فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى - 51- يقول مؤمن آل فرعون في حم المؤمن « ... يَا قَوْمِ إِنِّي أَخافُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ يَوْمِ الْأَحْزابِ، مِثْلَ دَأْبِ قَوْمِ نُوحٍ وَعادٍ وَثَمُودَ وَالَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ ... «1» » في الهلاك، فلما سمع ذلك فرعون من المؤمن، قال لموسى: «فَما بالُ الْقُرُونِ الْأُولى» فلم يعلم موسى ما أمرهم؟ لأن التوراة إنما أنزلت على موسى- عليه السلام- بعد هلاك فرعون وقومه، فمن ثم رد عليه موسى ف قالَ عِلْمُها عِنْدَ رَبِّي فِي كِتابٍ يعنى اللوح المحفوظ لا يَضِلُّ رَبِّي يعني لا يخطئ «2» ذلك الكتاب ربي وَلا يَنْسى - 52- ما فيه. فلما أنزل الله- عز وجل- عليه التوراة أعلمه وبين له فيها القرون الأولى، ثم ذكر موسى- عليه السلام- صنع الله- عز وجل- ليعتبر به فرعون، فقال: الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ «مَهْداً» «3» [4 ب] يعني فراشا وَسَلَكَ لَكُمْ يعني وجعل لكم فِيها سُبُلًا
__________
(1) سورة غافر: 30- 31.
(2) فى أ: لا يخطئ ربى، وفى ل: لا يخطئ.
(3) فى أ: مهادا، ز: مهدا.

الصفحة 29