كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

- عز وجل- إلها، ثم قال- سبحانه-: لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ يقول لا يسأل الله- تعالى- عما يفعله فى خلقه وَهُمْ يُسْئَلُونَ- 23- يقول- سبحانه- يسأل الله الملائكة في الآخرة « ... أَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبادِي هؤُلاءِ أَمْ هُمْ ضَلُّوا السَّبِيلَ «1» ؟ ويسألهم، ويقول للملائكة: « ... أَهؤُلاءِ إِيَّاكُمْ كانُوا يَعْبُدُونَ «2» أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ آلِهَةً قُلْ لكفار مكة: هاتُوا بُرْهانَكُمْ يعني حجتكم، أن مع الله- عز وجل- إلها كما زعمتم هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي يقول هذا القرآن فيه خبر من معي، وخبر من قبلي من الكتب، ليس فيه أن مع الله- عز وجل- إلها كما زعمتم بَلْ أَكْثَرُهُمْ يعني كفار مكة لا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ يعني التوحيد فَهُمْ مُعْرِضُونَ- 24- عنه عن التوحيد، كقوله- عز وجل- «بَلْ جاءَ بِالْحَقِّ ... «3» »
يعني بالتوحيد وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ- 25- يعني فوحدون «وَقالُوا أي كفار مكة» «4» منهم النضر بن الحارث: اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً قالوا إن الملائكة بنات الله- تعالى- فنزه الرب- جل جلاله- نفسه عن قولهم، فقال: سُبْحانَهُ بَلْ هم يعني الملائكة عِبادٌ مُكْرَمُونَ- 26- لعبادة ربهم وليسوا ببنات «5» الرحمن ولكن الله أكرمهم بعبادته، ثم أخبر عن الملائكة «فقال» «6» : لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ
__________
(1) سورة الفرقان: 17.
(2) سورة سبأ: 40.
(3) سورة الصافات: 37.
(4) فى ز: « (وقالوا أ] كفار مكة» ، وفى أ: « (وقال) كفار مكة» .
(5) فى أ: بينات، ز: بنات.
(6) «فقال» : من ز، وليست فى أ.

الصفحة 75