كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ [13 ب] وذلك أن قوما قالوا: إن محمدا- صلى الله عليه وسلم- لا يموت. فأنزل الله- عز وجل- «وَما جَعَلْنا لِبَشَرٍ» يعني لنبي من الأنبياء مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ في الدنيا فلا يموت فيها، بل يموتون
فلما نزلت هذه الآية، قال النبي- صلى الله عليه وسلم- لجبريل عليه السلام-:
فمن يكون في أمتي من بعدي، فأنزل الله- عز وجل- «أَفَإِنْ» «1» مِتَ
يعني محمدا- صلى الله عليه وسلم- فَهُمُ الْخالِدُونَ- 34- فإنهم «2» يموتون أيضا، ثم قال- عز وجل-: كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ «يعني النبي- صلى الله عليه وسلم- وغيره «3» وَنَبْلُوكُمْ يقول ونختبركم «4» بِالشَّرِّ يعني بالشدة لتصبروا «5» وَب الْخَيْرِ فِتْنَةً تعنى بالرخاء لتشكروا «6» «فتنة» يقول هما بلاء يبتليكم بهما «7» وَإِلَيْنا في الآخرة تُرْجَعُونَ- 35- بعد الموت فنجزيكم بأعمالكم وَإِذا رَآكَ الَّذِينَ كَفَرُوا يعني أبا جهل إِنْ يَتَّخِذُونَكَ إِلَّا هُزُواً وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- مر على أبي سفيان بن حرب، وعلى أبي جهل بن هشام، فقال أبو جهل لأبي سفيان كالمستهزئ:
انظروا إلى نبي بني عبد مناف. فقال أبو سفيان لأبي جهل حمية- وهو من بني عبد شمس بن عبد مناف- وما تنكر أن يكون نبيا في بني عبد مناف «8» فسمع
__________
(1) «أفإين» كما وردت فى تشكيل المصحف.
(2) فى أ، ز: بأنهم، ولكنها ليست فى أ.
(3) ما بين القوسين « ... » من ل، ز، وليس فى أ.
(4) فى ز: ونختبركم، أ: ونبتليكم.
(5) فى ز: لتصبروا، أ: فتصبروا. [.....]
(6) من ز، وفى أ: اضطراب.
(7) من أ: وحدها.
(8) من ز، وفى أ: وما تنكر أن يكون نبى فى بنى عبد مناف.

الصفحة 78