كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

وَإِسْماعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنَ الصَّابِرِينَ- 85- وَأَدْخَلْناهُمْ فِي رَحْمَتِنا يعني في نعمتنا وهي النبوة إِنَّهُمْ مِنَ الصَّالِحِينَ- 86- يعني من المؤمنين.
وَذَا النُّونِ يعني يونس بن متى- عليه السلام- إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً يعني مراغما لقومه، لحزقيل بن أجار» «1» ومن معه من بني إسرائيل ففارقهم من غير أن يؤمنوا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فحسب يونس أن لن نعاقبه بما صنع فَنادى يقول فدعا ربه فِي الظُّلُماتِ يعني ظلمات ثلاث ظلمة الليل، وظلمة البحر، وظلمة بطن الحوت، فنادى: أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ [17 أ] يوحد ربه- عز وجل- سُبْحانَكَ نزه- تعالى- أن يكون ظلمه» «2» ، ثم أقر على نفسه بالظلم، فقال: إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ- 87- يقول يونس- عليه السلام-: إني ظلمت نفسي فَاسْتَجَبْنا لَهُ دعاءه وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ يعني من بطن الحوت وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ- 88-.
قال أبو محمد» «3» : قال أبو العباس ثعلب: قال الفراء: «أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ» ونقدر عليه، لمعنى واحد، وهو من قوله قدرت الشيء، لا قدرت» «4» ، معناه من التقدير لا من القدر، ومثله فى سورة الفجر « ... فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ ... » «5» من التقدير
__________
(1) فى أ: لحزقيا بن أجان، ز: لحزقيل بن أجار.
(2) فى أ: يظلمه، ز: ظلمه.
(3) «قال أبو محمد ... » وما بعدها ليس فى ل، ولا فى ز، وهو من أوحدها.
(4) كذا فى أ.
(5) سورة الفجر: 16.

الصفحة 90