كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

إِنَّ هذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً واحِدَةً يقول إن هذه ملتكم التي أنتم عليها، يعني شريعة الإسلام هي ملة واحدة كانت عليها الأنبياء والمؤمنون الذين نجوا من عذاب الله- عز وجل- وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ- 92- يعنى فوحدون وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ فرقوا دينهم الإسلام الذي أمروا به فيما» «1» بينهم فصاروا زبرا يعني فرقا «كُلٌّ» «2» : كل أهل تلك الأديان إِلَيْنا راجِعُونَ- 93- في الآخرة فَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ يقول وهو مصدق بتوحيد الله- عز وجل- فَلا كُفْرانَ لِسَعْيِهِ يعني لعمله يقول يشكر الله- عز وجل- عمله وَإِنَّا لَهُ [17 ب] كاتِبُونَ- 94- يكتب له سعيه الحفظة من الملائكة وَحَرامٌ عَلى قَرْيَةٍ فيما خلا أَهْلَكْناها بالعذاب في الدنيا أَنَّهُمْ لا يَرْجِعُونَ- 95- يخوف كفار مكة بمثل عذاب الأمم الخالية فى الدنيا حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يعني أرسلت يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وهما أخوان لأب وأم وهما من نسل يافث بن نوح وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ- 96- يقول من كل مكان يخرجون من كل جبل وأرض وبلد، وخروجهم عند اقتراب الساعة، فذلك قوله- عز وجل-: وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ يعني وعد البعث أنه حق كائن فَإِذا هِيَ شاخِصَةٌ يعنى فاتحة أَبْصارُ الَّذِينَ كَفَرُوا بالبعث لا يطرفون مما يرون من العجائب، يعني التي كانوا يكفرون بها في الدنيا قالوا: يَا وَيْلَنا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هذا اليوم، ثم ذكر قول الرسل لهم في الدنيا أن البعث كائن،
__________
(1) فى أ: فيها، وفى حاشية أ: فيما، وفى ز: فيما.
(2) فى أ، ز، ل «كل» .

الصفحة 92