كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

فقالوا: بَلْ كُنَّا ظالِمِينَ- 97- أخبرنا بهذا اليوم فكذبنا به إِنَّكُمْ يعني كفار مكة وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ يعني رميا في جهنم ترمون فيها أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ- 98- يعني داخلون لَوْ كانَ هؤُلاءِ الأوثان آلِهَةً ما وَرَدُوها يعني ما دخلوها يعني جهنم لامتنعت من دخولها وَكُلٌّ يعني الأوثان ومن يعبدها فِيها يعني في جهنم خالِدُونَ- 99- نزلت في بني سهم منهم العاص بن وائل والحارث وعدي ابني قيس وعبد الله بن الزبعري بن قيس، وذلك
أن النبي- صلى الله عليه وسلم- دخل المسجد الحرام ونفر من بني سهم جلوس فى الحطيم، وحول الكعبة ثلاثمائة وستون صنما، فأشار بيده إليهم فقال: «إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ» يعني الأصنام «حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُونَ ... » إلى آيتين» «1» ثم خرج فدخل ابن الزبعري، وهم يخوضون فيما ذكر النبي- صلى الله عليه وسلم- لهم ولآلهتهم، فقال: ما هذا الذي تخوضون؟ فذكروا له قول النبي- صلى الله عليه وسلم-. فقال ابن الزبعري: والله، لئن قالها بين يدي لأخصمنه. فدخل النبي- صلى الله عليه وسلم- من ساعته، فقال ابن الزبعري: أهي لنا ولآلهتنا خاصة أم لنا ولآلهتنا ولجميع الأمم ولآلهتهم؟ فقال النبي- صلى الله عليه وسلم-: لكم ولآلهتكم ولجميع الأمم ولآلهتهم. قال: خصمتك» «2» ورب الكعبة، ألست تزعم أن عيسى نبي وتثني عليه وعلى أمه خيرا، وقد علمت أن النصارى يعبدونها، وعزير يعبد والملائكة تعبد، فإن كان هؤلاء معنا قد رضينا أنهم
__________
(1) سورة الأنبياء: 98- 99.
(2) فى ل: خصمتك، أأخصمتك.

الصفحة 93