كتاب تفسير مقاتل بن سليمان (اسم الجزء: 3)

القرآن لَبَلاغاً إلى الجنة لِقَوْمٍ عابِدِينَ- 106- يعني موحدين وَما أَرْسَلْناكَ يا محمد إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِينَ- 107- يعنى الجن والإنس فمن تبع محمدا ... صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَى دينه فهو له رحمة كقوله- سبحانه-: لعيسى بن مريم- صلى الله عليه- « ... وَرَحْمَةً مِنَّا» «1» ... » لمن تبعه على دينه» «2» ومن لم يتبعه على دينه صرف عنهم البلاء ما كان بين أظهرهم.
فذلك قوله- سبحانه-: «وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ ... » «3» كقوله لعيسى بن مريم- صلى الله عليه- «وَرَحْمَةً مِنَّا» لمن تبعه على دينه.
قال أبو جهل- لعنه الله- للنبي- صلى الله عليه وسلم-: اعمل أنت لإلهك يا محمد ونحن لآلهتنا. قُلْ إِنَّما يُوحى إِلَيَّ أَنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ يقول إنما ربكم رب واحد فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ- 108- يعني مخلصون فَإِنْ تَوَلَّوْا يقول فإن أعرضوا عن الإيمان فَقُلْ لكفار مكة:
آذَنْتُكُمْ عَلى سَواءٍ يقول ناديناكم على أمرين وَقل لهم: إِنْ أَدْرِي يعني ما أدري أَقَرِيبٌ أَمْ بَعِيدٌ ما تُوعَدُونَ- 109- بنزول العذاب بكم فى الدنيا، وقل لهم: إِنَّهُ يَعْلَمُ الْجَهْرَ يعني العلانية مِنَ الْقَوْلِ وَيَعْلَمُ ما تَكْتُمُونَ- 110- يعني ما تسرون من تكذيبهم بالعذاب، فأما الجهر فإن كفار مكة حين أخبرهم النبي- صلى الله عليه وسلم بالعذاب كانوا يقولون:
__________
(1) سورة مريم: 21.
(2) فى أزيادة: ومن لم يتبعه على دينه صرف عنهم البلاء ما كان بين أظهرهم، فذلك قول الله- سبحانه- «وَما كانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ» كقوله لعيسى بن مريم صلى الله عليه « ... وَرَحْمَةً مِنَّا ... » لمن تبعه على دينه. وليست هذه الزيادة فى ل. والمرجح لدى أنها سقطت سهوا منه بسبب سبق النظر.
(3) الأنفال: 33.

الصفحة 97