كتاب المنهل الحديث في شرح الحديث (اسم الجزء: 3)
3 - عن أبي ذر رضي الله عنه قال سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال إيمان بالله وجهاد في سبيله قلت فأي الرقاب أفضل قال أغلاها ثمنا وأنفسها عند أهلها قلت فإن لم أفعل قال: تعين صانعا أو تصنع لأخرق قلت فإن لم أفعل قال تدع الناس من الشر فإنها صدقة تصدق بها على نفسك
-[المعنى العام]-
سأل أبو ذر الغفاري رضي الله عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أفضل الأعمال التي تقربه إلى الله تعالى فقال الرسول صلى الله عليه وسلم أفضل الأعمال الإيمان بالله والجهاد ثم قال فأي العبيد أعتق؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: أغلاهم ثمنا وأحبهم إلى أسيادهم قال أبو ذر فإن لم أستطع الجهاد ولا العتق فأي الأعمال الصالحة أقدم؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم تساعد الصانع الضعيف على صنعته بالنفس والمال أو تشغل عاطلا قال أبو ذر: فإن لم أستطع قال تكف أذاك عن الناس فإن كف أذى اللسان والجوارح عن الناس صدقة
-[المباحث العربية]-
(إيمان بالله) خبر مبتدأ محذوف أي أفضل الأعمال إيمان بالله
(أي الرقاب أفضل) أي للعتق وعبر عن العتق بفك الرقبة لأن حكم السيد عليه وملكه كحبل في رقبة العبد وكالغل المانع له من الخروج فإذا أعتق أطلقت رقبته من ذلك
(أغلاها ثمنا) أغلى خبر مبتدأ محذوف وثمنا تمييز وفي رواية أعلاها بالعين وفي رواية أكثرها
(وأنفسها) أي أكثرها رغبة عند أهلها لمحبتهم فيها
(فإن لم أفعل) أي إن لم أقدر على ذلك فأطلق الفعل وأراد القدرة
الصفحة 14
330