كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)

: فَنَظَرْتُ إِلَى أَبِي عَقِيلٍ وَقَدْ قُطِعَتْ يَدُهُ الْمَجْرُوحَةُ مِنَ الْمَنْكِبِ فَوَقَعَتِ الْأَرْضَ وَبِهِ مِنَ الْجَرَّاحِ أَرْبَعَةَ عَشَرَ جُرْحًا، كُلُّهَا قَدْ خَلَصَتْ إِلَى مَقْتَلٍ، وَقُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ مُسَيْلِمَةُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ: فَوَقَعْتُ عَلَى أَبِي عَقِيلٍ وَهُوَ صَرِيعٌ بِآخِرِ رَمَقٍ، فَقُلْتُ: أَبَا عَقِيلٍ فَقَالَ: لَبَّيْكَ، بِلِسَانٍ مُلْتَاثٍ، لِمَنِ الدَّبْرَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: أَبْشِرْ، وَرَفَعْتُ صَوْتِي، قَدْ قُتِلَ عَدُوُّ اللَّهِ، فَرَفَعَ إِصْبَعَهُ إِلَى السَّمَاءِ يَحْمَدُ اللَّهَ، وَمَاتَ يَرْحَمُهُ اللَّهُ، قَالَ ابْنُ عُمَرَ فَأَخْبَرْتُ عُمَرَ بَعْدَ أَنْ قَدِمْتَ خَبَرَهُ كُلَّهُ، فَقَالَ: رَحِمَهُ اللَّهُ، مَا زَالَ يَسْأَلُ الشَّهَادَةَ وَيَطْلُبُهَا، وَإِنْ كَانَ مَا عَلِمْتُ مِنْ خِيَارِ أَصْحَابِ نَبِيِّنَا صلّى الله عليه وسلم وَقَدِيمِ إِسْلَامٍ " اثْنَانِ
§وَمِنْ بَنِي ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ
§عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ النُّعْمَانِ بْنِ أُمَيَّةَ بْنِ الْبُرَكِ وَهُوَ امْرُؤُ الْقَيْسِ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَأُمُّهُ مِنْ بَنِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَطَفَانَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَأَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ، وَشَهِدَ عَبْدُ اللَّهِ بَدْرًا، وَأُحُدًا وَاسْتَعْمَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم يَوْمَ أُحُدٍ عَلَى الرُّمَاةِ وَهُمْ خَمْسُونَ رَجُلًا وَأَمَرَهُمْ، فَوَقَفُوا عَلَى عَيْنَيْنِ وَهُوَ جَبَلٌ بِقَنَاةٍ وَأَوْعَزَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ: «قُومُوا عَلَى مَصَافِّكُمْ هَذَا فَاحْمُوا ظُهُورَنَا، فَإِنْ رَأَيْتُمُونَا قَدْ غَنِمْنَا فَلَا تَشْرِكُونَا، وَإِنْ رَأَيْتُمُونَا نُقْتَلُ فَلَا تَنْصُرُونَا» ، فَلَمَّا انْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ وَتَبِعَهُمُ الْمُسْلِمُونَ يَضَعُونَ السِّلَاحَ فِيهِمْ حَيْثُ شَاؤُوا وَيَنْهَبُونَ عَسْكَرَهُمْ وَيَأْخُذُونَ الْغَنَائِمَ، فَقَالَ بَعْضُ الرُّمَاةِ لِبَعْضٍ: مَا تُقِيمُونَ هَاهُنَا فِي غَيْرِ شَيْءٍ، فَقَدْ هَزَمَ اللَّهُ الْعَدُوَّ فَاغْنَمُوا مَعَ إِخْوَانِكُمْ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ: أَلَمْ تَعْلَمُوا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ

الصفحة 475