كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ مِنَ الْأَنْصَارِ بِمَكَّةَ، وَشَهِدَ الْعَقَبَتَيْنِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَفِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، شَهِدَ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ، وَشَهِدَ بَدْرًا هُوَ وَأَخُوهُ مُعَاذٌ وَمُعَوِّذٌ ثَلَاثَةٌ فِي رِوَايَةِ أَبِي مَعْشَرٍ وَمُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَةَ الْأَنْصَارِيِّ، وَكَانَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ يَزِيدُ فِيهِمْ وَاحِدًا فَيَجْعَلُهُمْ أَرْبَعَةٌ إِخْوَةٌ شَهِدُوا بَدْرًا، يَضُمُّ إِلَيْهِمْ رِفَاعَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ رِفَاعَةَ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رِفَاعَةَ: وَلَيْسَ ذَلِكَ عِنْدَنَا بِثَبْتٍ، وَقُتِلَ عَوْفُ بْنُ الْحَارِثِ يَوْمَ بَدْرٍ شَهِيدًا، قَتَلَهُ أَبُو جَهْلِ بْنُ هِشَامٍ بَعْدَ أَنْ ضَرَبَهُ عَوْفُ وَأَخُوهُ مُعَوِّذُ ابْنَا الْحَارِثِ فَأَثْبَتَاهُ، وَلِعَوفٍ عَقِبٌ.
أَخْبَرَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ قَالَ: أَخْبَرَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ يَقُولُ فِي قَتْلِ أَبِي جَهْلٍ: «§أَقْعَصَهُ ابْنَا عَفْرَاءَ، وَذَفَّفَ عَلَيْهِ ابْنُ مَسْعُودٍ»
§النُّعْمَانُ بْنُ عَمْرِو بْنِ رِفَاعَةَ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ سَوَّادِ بْنِ مَالِكِ بْنِ غَنْمٍ وَأُمُّهُ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرِو بْنِ عَطِيَّةَ بْنِ خَنْسَاءَ بْنِ مَبْذُولِ بْنِ عَمْرٍو مِنْ بَنِي مَازِنِ بْنِ النَّجَّارِ، وَهُوَ نُعَيْمَانُ تَصْغِيرُ نُعْمَانَ وَكَانَ لِنُعْمَانَ مِنَ الْوَلَدِ مُحَمَّدٌ، وَعَامِرٌ، وَسَبْرَةُ، وَلُبَابَةُ، وَكَبْشَةُ، وَمَرْيَمُ، وَأُمُّ حَبِيبٍ، وَأَمَةُ اللَّهِ، وَهُمْ لِأُمَّهَاتِ أَوْلَادٍ شَتَّى، وَحَكِيمَةُ وَأُمُّهَا مِنْ بَنِي سَهْمٍ، وَشَهِدَ نُعَيْمَانُ الْعَقَبَةَ الْآخِرَةَ مَعَ السَّبْعِينَ مِنَ الْأَنْصَارِ فِي رِوَايَةِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَحْدَهُ، وَشَهِدَ بَدْرًا، وَأُحُدًا، وَالْخَنْدَقَ، وَالْمَشَاهِدَ كُلَّهَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم.
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْعَبْدِيُّ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ قَالَ: " أُتِيَ بِالنُّعَيْمَانِ أَوِ ابْنِ النُّعَيْمَانِ إِلَى النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ -[494]- أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، ثُمَّ أُتِيَ بِهِ فَجَلَدَهُ، قَالَ: مِرَارًا، أَرْبَعًا أَوْ خَمْسًا، يَعْنِي فِي شُرْبِ النَّبِيذِ، فَقَالَ رَجُلٌ: اللَّهُمَّ الْعَنْهُ، مَا أَكْثَرَ مَا يَشْرَبُ، وَأَكْثَرَ مَا يُجْلَدُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم: «§لَا تَلْعَنْهُ؛ فَإِنَّهُ يُحِبُّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ»
الصفحة 493