كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ الضَّبِّيُّ، عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عَامِرٍ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ تَبْكِي عَلَيْهِ وَتَقُولُ: وَاجَبَلَاهُ، وَا كَذَا وَكَذَا، تُعَدِّدُ عَلَيْهِ، فَقَالَ: ابْنُ رَوَاحَةَ حِينَ أَفَاقَ: " §مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا وَقَدْ قِيلَ لِي: أَنْتَ كَذَاكَ؟ "
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو حُرَّةَ، عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: " أُغْمِيَ عَلَى ابْنِ رَوَاحَةَ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ نِسَائِهِ: وَا جَبَلَاهُ، وَا عِزَّاهُ، فَقِيلَ لَهُ: أَنْتَ جَبَلُهَا، أَنْتَ عِزُّهَا، §فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ: «مَا شَيْءٌ قُلْتُمُوهُ إِلَّا وَقَدْ سُئِلْتُ عَنْهُ»
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ، قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ: " أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ رَوَاحَةَ أُغْمِيَ عَلَيْهِ، فَأَتَاهُ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقَالَ: «§اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ قَدْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَيَسِّرْ عَلَيْهِ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ حَضَرَ أَجَلُهُ فَاشْفِهِ» ، فَوَجَدَ خِفَّةً فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ: أُمِّي تَقُولُ: وَا جَبَلَاهُ، وَا ظَهْرَاهُ، وَمَلَكٌ قَدْ رَفَعَ مِرْزَبَّةً مِنْ حَدِيدٍ، يَقُولُ: أَنْتَ كَذَا، فَلَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَقَمَعَنِي بِهَا "
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا دَيْلَمُ بْنُ غَزْوَانَ قَالَ: أَخْبَرَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: " §حَضَرَتْ حَرْبٌ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ:
[البحر الرجز]
يَا نَفْسِ أَلَا أَرَاكَ تَكْرَهِينَ الْجَنَّةْ
أَحْلِفُ بِاللَّهِ لَتَنْزِلَنَّهْ
طَائِعَةً أَوْ لَتُكْرَهَنَّهْ "
أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَاصِمِ -[530]- بْنِ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ قَالَ: وَحَدَّثَنِي عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ عُمَارَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، زَادَ أَحَدُهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ: " أَنَّ جَعْفَرَ بْنَ أَبِي طَالِبٍ لَمَّا قُتِلَ بِمُؤْتَةَ §أَخَذَ الرَّايَةَ بَعْدَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ، فَاسْتُشْهِدَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ مُعْتَرِضًا، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْأَنْصَارِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم: «لَمَّا أَصَابَتْهُ الْجِرَّاحُ نَكَلَ فَعَاتَبَ نَفْسَهُ فَشَجُعَ فَاسْتُشْهِدَ يَوْمَئِذٍ» وَكَانَ أَحَدَ الْأُمَرَاءِ بِمُؤْتَةَ فَدَخَلَ الْجَنَّةَ فَشَرَى عَنْ قَوْمِهِ، وَكَانَتْ مُؤْتَةُ فِي جُمَادَى الْأُولَى سَنَةَ ثَمَانٍ مِنَ الْهِجْرَةِ.
الصفحة 529