كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)
أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ الْهَيْثَمِ أَبُو قَطَنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا هِشَامُ الدَّسْتُوَائِيُّ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ، عَنْ جَابِرٍ قَالَ: «§صَرَخَ بِنَا إِلَى قَتْلَانَا يَوْمَ أُحُدٍ حِينَ أَجْرَى مُعَاوِيَةُ الْعَيْنَ فَأَخْرَجْنَاهُمْ بَعْدَ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَيِّنَةً أَجْسَادُهُمْ، تَنْثَنِي أَطْرَافُهُمْ»
أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا شُعْبَةُ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ عَطَاءٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§دُفِنَ مَعَ أَبِي رَجُلٌ فِي الْقَبْرِ فَلَمْ تَطِبْ نَفْسِي حَتَّى أَخْرَجْتُهُ فَدَفَنْتُهُ وَحْدَهُ»
أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ: أَخْبَرَنَا أَبُو هِلَالٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا سَعِيدٌ أَبُو مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: «§إِنِّي أَرْجُو أَنْ أَكُونَ فِي أَوَّلِ مَنْ يُصَابُ غَدًا، فَأَوْصِيكَ بِبَنَاتِ عَبْدِ اللَّهِ خَيْرًا، فَأُصِيبَ، فَجَعَلْنَا الِاثْنَيْنِ فِي قَبْرٍ وَاحِدٍ، فَدَفَنْتُهُ مَعَ آخَرَ فِي قَبْرٍ، فَلَبِثْنَا سِتَّةَ أَشْهُرٍ ثُمَّ إِنَّ نَفْسِي لَمْ تَدَعْنِي حَتَّى أَدْفِنَهُ وَحْدَهُ، فَاسْتَخْرَجْتُهُ مِنَ الْقَبْرِ فَإِذَا الْأَرْضُ لَمْ تَأْكُلْ شَيْئًا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلًا مِنْ شَحْمَةِ أُذُنِهِ»
أَخْبَرَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ أَبِي مَسْلَمَةَ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: «§دُفِنَ مَعَ أَبِي فِي قَبْرِهِ رَجُلٌ أَوْ رَجُلَانِ، فَكَانَ فِي نَفْسِي مِنْ ذَلِكَ حَاجَةٌ، فَأَخْرَجْتُهُ بَعْدَ سِتَّةِ أَشْهُرٍ فَحَوَّلْتُهُ، فَمَا أَنْكَرْتُ مِنْهُ شَيْئًا إِلَّا شَعَرَاتٍ كُنَّ فِي لِحْيَتِهِ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ»
أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا زَكَرِيَّاءُ بْنُ أَبِي زَائِدَةَ قَالَ: حَدَّثَنِي عَامِرٌ الشَّعْبِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ: " أَنَّ أَبَاهُ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ -[564]- دَيْنٌ، قَالَ: فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم فَقُلْتُ: " §إِنَّ أَبِي تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا، وَلَيْسَ عِنْدَنَا إِلَّا مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ، فَلَا يَبْلُغُ مَا يُخْرِجُ نَخْلُهُ سَنَتَيْنِ مَا عَلَيْهِ، فَانْطَلِقْ مَعِي لِكَيْلَا يُفْحِشْ عَلَيَّ الْغُرَمَاءُ، قَالَ: فَمَشَى حَوْلَ بَيْدَرٍ مِنْ بَيَادِرِ التَّمْرِ وَدَعَا، ثُمَّ جَلَسَ عَلَيْهِ، وَقَالَ: «أَيْنَ غُرَمَاؤُهُ؟» فَأَوْفَاهُمُ الَّذِي لَهُمْ، وَبَقِيَ مِثْلُ الَّذِي أَعْطَاهُمْ "
الصفحة 563