كتاب الطبقات الكبرى ط دار صادر (اسم الجزء: 3)

أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ قَالَ: أَخْبَرَنَا ابْنُ عُيَيْنَةَ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ قَالَ: " كَتَبَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم إِلَى أَهْلِ الْيَمَنِ وَبَعَثَ إِلَيْهِمْ مُعَاذًا: «§إِنِّي قَدْ بَعَثْتُ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرِ أَهْلِي وَالِيَ عِلْمِهِمْ وَالِيَ دِينِهِمْ»
أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ الْحَارِثِيُّ قَالَ: أَخْبَرَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ: " §كَانَ آخِرُ مَا أَوْصَانِي بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلم حِينَ جَعَلْتُ رِجْلِي فِي الْغَرْزِ: «أَنْ أَحْسِنْ خُلُقَكَ مَعَ النَّاسِ»
أَخْبَرَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ، أَخْبَرَنَا الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، قَالَا أَخْبَرَنَا سَعِيدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّائِيُّ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ: " لَمَّا بُعِثَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ إِلَى الْيَمَنِ مُعَلِّمًا، قَالَ: وَكَانَ رَجُلًا أَعْرَجَ، فَصَلَّى بِالنَّاسِ فِي الْيَمَنِ، فَبَسَطَ رِجْلَهُ فَبَسَطَ الْقَوْمُ أَرْجُلَهُمْ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: «قَدْ §أَحْسَنْتُمْ، وَلَكِنْ لَا تَعُودُوا، فَإِنِّي إِنَّمَا بَسَطْتُ رِجْلَيَّ فِي الصَّلَاةِ لِأَنِّي اشْتَكَيْتُهَا»
أَخْبَرَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُوسَى قَالَ: أَخْبَرَنَا شَيْبَانُ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ شَقِيقٍ قَالَ: " §اسْتَعْمَلَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم مُعَاذًا عَلَى الْيَمَنِ، فَتُوُفِّيَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ وَهُوَ عَلَيْهَا، وَكَانَ عُمَرُ عَامَئِذٍ عَلَى الْحَجِّ، فَجَاءَ مُعَاذٌ إِلَى مَكَّةَ وَمَعَهُ رَقِيقٌ وَوُصَفَاءُ عَلَى حِدَةٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ، لِمَنْ هَؤُلَاءِ الْوُصَفَاءُ؟ قَالَ: هُمْ لِي، قَالَ: مِنْ أَيْنَ هُمْ لَكَ؟ قَالَ: أُهْدُوا لِي، قَالَ: أَطِعْنِي وَأَرْسِلْ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَإِنْ طَيَّبَهُمْ لَكَ فَهُمْ لَكَ، قَالَ: مَا كُنْتُ لِأُطِيعَكَ فِي هَذَا، شَيْءٌ أُهْدِيَ لِي أُرْسِلُ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ قَالَ: فَبَاتَ لَيْلَتَهُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَقَالَ: يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، مَا أُرَانِي إِلَّا مُطِيعَكَ، إِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ فِي الْمَنَامِ كَأَنِّي أُجَرُّ، أَوْ أُقَادُ، أَوْ كَلِمَةً تُشْبِهُهَا، إِلَى النَّارِ وَأَنْتَ آخِذٌ بِحُجْزَتِي، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَنْتَ أَحَقُّ بِهِمْ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: هُمْ لَكَ، فَانْطَلَقَ بِهِمْ إِلَى أَهْلِهِ فَصُفُّوا خَلْفَهُ يُصَلُّونَ، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: لِمَنْ تُصَلُّونَ؟ قَالُوا: لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قَالَ: فَانْطَلِقُوا -[586]- فَأَنْتُمْ لَهُ "

الصفحة 585